عقد وزير الخارجية محمد كامل عمرو جلسة مباحثات يوم الاثنين، مع وزير خارجية ألمانيا جيدو فيسترفيله؛ الذي يقوم حاليًا بزيارة لمصر يستقبله خلالها اليوم الثلاثاء الرئيس محمد مرسي.
وصرح محمد عمرو عقب المباحثات بأن "العلاقات بين البلدين كانت ولا تزال قوية للغاية"، مشيرًا إلى أن مصر قد حققت طفرة كبيرة بانتخاب أول رئيس مصري بشكل ديمقراطي، وقال "نحن نشعر بسعادة لكون وزير خارجية ألمانيا يشاركنا هذه اللحظات الهامة من تاريخنا".
وأضاف عمرو أن الوزير الألماني أعرب عن تهنئته لمصر وأكد التزام بلاده بمساندة مصر في عملية التحول الديمقراطي الرائعة التي تشهدها، معربًا عن تطلع وترحيب مصر باستعداد الدول الصديقة كألمانيا لمساندة مصر.
من جانبه، قال وزير خارجية ألمانيا إن مصر من وجهة نظر بلاده هي اللاعب الأساسي في إطار ظاهرة الربيع العربي، مضيفًا "إننا نريد أن ندعم نجاح مصر"، مؤكدًا أن مصر ليست فقط مجرد صديق مقرب إلى بلده ولكنها شريك لألمانيا.
ووصف وزير خارجية ألمانيا التطورات التي تحدث في مصر بأنها تطورات ممتازة في إطار الربيع العربي وقال "جاء لتأكيد دعم ألمانيا لعملية التحول الديمقراطي في مصر".
وأضاف أن "ألمانيا تعول على مصر وتريد أن تدعم مصر، مشيرًا إلى أن هناك شركات ألمانية عديدة مهتمة للغاية بالاستثمار في مصر وتحتاج هذه الشركات إلى عملية تنمية دائمة وديمقراطية مستدامة، وهذه هي رسالتي الأساسية لمصر؛ لذلك نحن نهنئ شعب مصر على نجاح الثورة الديمقراطية والتحول الديمقراطي.. ونحن حريصون على استمرار الصداقة والشراكة مع مصر وشعبها".
وردًا على سؤال حول كيفية دعم ألمانيا للرئيس محمد مرسي وقيادته للبلاد قال وزير خارجية ألمانيا جيدو فيسترفيله؛ إنه لا يريد استباق لقائه بالرئيس مرسي والتصريح بشأنه، لكنه أشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها بالرئيس محمد مرسي حيث التقاه قبل توليه منصبه وقد كان الحوار وقتها مهمًا وشيقًا.
وقال "إن الرسالة الواضحة أمامنا هي أن الشعب المصري طالب بمشاركة ديمقراطية وكذلك طالب بمشاركة اقتصادية واجتماعية فقط.. وألمانيا لديها خبرة كبيرة في التنمية الاقتصادية؛ ولهذا فإننا نعلم أن هناك شركات ألمانية كبيرة وعديدة مهتمة بالعمل في مصر والاستثمار فيها وتعزيز تواجدهم في مصر، ولهذا فإننا نحتاج إلى ظروف وأجزاء ديمقراطية مستقرة وهذه هي رسالتنا الأساسية".
من جانبه، قال الوزير المفوض عمرو رشدي- المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن مباحثات الوزير محمد كامل عمرو مع نظيره الألماني تناولت كذلك مجالات السياحة والاستثمار، حيث أكد الوزير الألماني استعداد بلاده لتقديم المزيد من الدعم خاصة إذا ما توافرت المزيد من أجواء الاستقرار لأن ذلك سيشجع الشركات الألمانية على زيادة استثماراتها في مصر، كما أكد الوزير الألماني أن معدلات السياحة الألمانية بدأت تزيد في مصر، مبديًا استعداد بلاده لتقديم كل الدعم الممكن لمصر في المرحلة الانتقالية الحالية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المحادثات بين الوزيرين تطرقت كذلك إلى الوضع في سوريا حيث أشار الوزير محمد عمرو إلى الاجتماع الأخير للمعارضة السورية بالقاهرة، حيث أكد أنه رغم المصاعب التي تعرض لها هذا الاجتماع وما مر به من نقاش حاد أحيانًا فإنه خرج بورقة وموقف مشترك للمعارضة وهو تطور جيد جدًا، موضحًا أن الوزيرين اتفقا على الحاجة لرؤية تطور إيجابي على الأرض في سوريا ووقف نزيف الدم هناك.
وقال المتحدث الرسمي إن المباحثات بين الوزيرين تناولت كذلك تعثر عملية السلام حيث أكد وزير الخارجية محمد عمرو على حاجة وحق الفلسطينيين في رؤية تعهدات جدية وخطوات ملموسة على الأرض خاصة في ملف الاستيطان حتى يتسنى لهما العودة لمائدة المفاوضات.
وأشار إلى أن وزير الخارجية أكد ضرورة وقف الاستيطان وتوقف إسرائيل عن ممارساتها التي ترمي إلى ابتلاع الأراضي الفلسطينية وانتهاك الحقوق الفلسطينية المشروعة.