وكيل «حقوق النواب» يطالب بسرعة تطبيق «الإجراءات الجنائية»: هناك محبوسون ينتظرون الفرج    تزامنًا مع قرب فتح باب الترشح لانتخابات النواب.. 14 عضوًا ب«الشيوخ» يتقدمون باستقالاتهم    "الإصلاح والنهضة": صراع النواب أكثر شراسة.. ونسعى لزيادة المشاركة إلى 90%    لهجومه على مصر بمجلس الأمن، خبير مياه يلقن وزير خارجية إثيوبيا درسًا قاسيًا ويكشف كذبه    تنسيق لإنشاء نقطة شرطة مرافق ثابتة بسوق السيل في أسوان لمنع المخالفات والإشغالات    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    النقل: خط "الرورو" له دور بارز فى تصدير الحاصلات الزراعية لإيطاليا وأوروبا والعكس    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ترتفع إلى 13.4 تريليون جنيه بنهاية أغسطس    للحد من تسريب المعلومات.. وزارة الحرب الأمريكية تعتزم تنفيذ إجراء غير مسبوق (تفاصيل)    بعد القضاء على وحداتهم القتالية بالكامل.. القوات الروسية تأسر جنودا أوكرانيين    750 ألف وظيفة مهددة... أمريكا تواجه أسوأ إغلاق حكومي منذ عقود    قطر تستنكر فشل مجلس الأمن فى اعتماد قرار بشأن المعاناة الإنسانية فى غزة    الصحافة الإنجليزية تكشف موقف عمر مرموش من معسكر منتخب مصر    هالاند وجوارديولا ضمن قائمة الأفضل بالدوري الإنجليزي عن شهر سبتمبر    لقاء البرونزية.. موعد مباراة الأهلي وماجديبورج الألماني في بطولة العالم لكرة اليد للأندية 2025    برناردو سيلفا: من المحبط أن نخرج من ملعب موناكو بنقطة واحدة فقط    المصري يختتم استعداداته لمواجهة البنك الأهلي والكوكي يقود من المدرجات    وست هام يثير جدلا عنصريا بعد تغريدة عن سانتو!    شقيق عمرو زكى يكشف تفاصيل حالته الصحية وحقيقة تعرضه لأزمة قلبية    «الداخلية» تضبط شخصًا هدد جيرانه بأسطوانة بوتاجاز في الجيزة    تصالح طرفى واقعة تشاجر سيدتين بسبب الدجل بالشرقية    شيخ الأزهر يستقبل «محاربة السرطان والإعاقة» الطالبة آية مهني الأولى على الإعدادية مكفوفين بسوهاج ويكرمها    محافظ البحيرة تفتتح معرض دمنهور الثامن للكتاب    «غرقان في أحلامه» احذر هذه الصفات قبل الزواج من برج الحوت    لدعم ترشيح «العناني» مديرًا ل«اليونسكو».. وزير الخارجية يتوجه إلى باريس    بين شوارع المدن المغربية وهاشتاجات التواصل.. جيل زد يرفع صوته: الصحة والتعليم قبل المونديال    حب وكوميديا وحنين للماضي.. لماذا يُعتبر فيلم فيها إيه يعني مناسب لأفراد الأسرة؟    أسرة عبد الناصر ل"اليوم السابع": سنواصل نشر خطابات الزعيم لإظهار الحقائق    بدء صرف جميع أدوية مرضى السكري لشهرين كاملين بمستشفيات الرعاية الصحية بالأقصر    رئيس وزراء بريطانيا يقطع زيارته للدنمارك ويعود لبريطانيا لمتابعة هجوم مانشستر    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    تموين القليوبية يضبط 10 أطنان سكر ومواد غذائية غير مطابقة ويحرر 12 محضرًا مخالفات    الصحة بغزة: الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي أصبح خطيرا جدًا    رئيس مجلس النواب: ذكرى أكتوبر ملحمة خالدة وروحها تتجدد في معركة البناء والتنمية    ياسين منصور وعبدالحفيظ ونجل العامري وجوه جديدة.. الخطيب يكشف عن قائمته في انتخابات الأهلي    حمادة عبد البارى يعود لمنصب رئاسة الجهاز الإدارى لفريق يد الزمالك    الحكومة تُحذر المتعدين على أراضى طرح النهر من غمرها بالمياه    الجريدة الرسمية تنشر 6 قرارات جديدة لوزارة الداخلية (التفاصيل)    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    "نرعاك فى مصر" تفوز بالجائزة البلاتينية للرعاية المتمركزة حول المريض    استقالة 14 عضوا من مجلس الشيوخ لعزمهم الترشح في البرلمان    " تعليم الإسكندرية" تحقق فى مشاجرة بين أولياء أمور بمدرسة شوكت للغات    حقيقة انتشار فيروس HFMD في المدراس.. وزارة الصحة تكشف التفاصيل    إنقاذ حياة طفلين رضيعين ابتلعا لب وسودانى بمستشفى الأطفال التخصصى ببنها    تحذيرات مهمة من هيئة الدواء: 10 أدوية ومستلزمات مغشوشة (تعرف عليها)    الرقابة المالية تصدر ضوابط إنشاء المنصات الرقمية لوثائق صناديق الملكية الخاصة    الداخلية تكتب فصلًا جديدًا فى معركة حماية الوطن سقوط إمبراطوريات السموم بالقاهرة والجيزة والبحيرة والإسكندرية    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جديدًا للرئيس السيسي (التفاصيل)    جامعة بنها تطلق قافلة طبية لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    هل الممارسة الممنوعة شرعا مع الزوجة تبطل عقد الزواج.. دار الإفتاء تجيب    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025 فى المنيا    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عصام سلطان ل«الشروق»: تلقيت رسالة تهدد باغتيالى أنا والرئيس وإشعال حرب أهلية فى مصر
رجال سليمان وشفيق مازالوا موجودين فى الأجهزة السيادية ويمكنهم التجسس على الرئيس
نشر في الشروق الجديد يوم 07 - 07 - 2012

كشف عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، عن تلقيه رسالة من تليفون يحمل ارقاما سعودية، بحسب تأكيداته، عقب إعلان فوز محمد مرسى بالرئاسة، هدده المتصل خلالها باغتياله هو والرئيس المنتخب، وحذر من إشعال حرب أهلية فى مصر، وأكد سلطان فى حواره مع «الشروق» أنه تقدم ببلاغ إلى وزير الداخلية يتضمن نص الرسالة والرقم الذى أرسلت منه الرسالة، متهما فى بلاغه الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسى الخاسر، ومن سماهم سلطان بمجموعة البلطجية المحيطين به، بالوقوف وراء مكالمة التهديد، فيما لم يستبعد لجوء البعض سواء اشخاص أو جهات لاغتيال الرئيس مرسى.

وأشار سلطان إلى أن رجال عمر سليمان وأحمد شفيق مازالوا موجودين فى الأجهزة السيادية ويتحكمون فى مفاصل الدولة من موانئ ومطارات ورقابة على الإنترنت والتليفون المحمول، واعتبرها من أخطر الأمور التى تهدد مصر فى المرحلة المقبلة، وقال: «يمكنهم التجسس على الرئيس»، فيما ألقى بمسئولية إعداد قانون انتخابات مجلس الشعب على أحد مستشارين المحكمة الدستورية، وأنه أى المستشار أعده بطريقة بحيث يتم الطعن عليها بعدها لعدم دستوريته.


استبعد سلطان وقوع صدام بين المجلس العسكرى والرئيس مرسى فى الفترة المقبلة، معربا عن اعتقاده بأن المجلس العسكرى سيتخلص من جميع المستشارين الذين أرادوا «تفخيخ العلاقة بين المجلس والرئيس»، ومنهم أشخاص كانوا يبيتون عند عتبات المجلس العسكرى، وعن علاقة مرسى بالإخوان توقع سلطان وقوع خلاف بين الرئيس والمهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، إذا إصر الأخير على السيطرة على مؤسسة الرئاسة، ولم يستبعد وجود من يخطط لانقلاب عسكرى.

وإلى نص الحوار:

● الرئيس المنتخب محاط بمجموعة من القوى المتناقضة منها الإخوان الذين استماتوا من اجل إنجاحه، وقوى اسلامية استحضرت كل طاقتها أيضا لإنجاحه، وأخرى ثورية ناضلت لإسقاط مرشح النظام القديم، ومجلس عسكرى ، وقوى دولية لها مطالب وتوجهات، فهل يستطيع الرئيس أن يتعامل مع كل هذه المتناقضات؟

أولا لى تحفظ خاص على موضوع أن هناك قوى دولية ضغطت على المجلس العسكرى من أجل أن ينحاز إلى الصندوق، فلقد أثير هذا الحديث أيام الرئيس المخلوع وقيل إن الولايات المتحدة تضغط على مبارك من أجل اصلاحات ديمقراطية، ثم ثبت أن العكس هو الذى كان يحدث، فهذه القوى كانت تدعم القوى الاستبدادية ومازالت تدعم بعض القوى الاستبدادية فى العالم العربى والإسلامى، وبالتالى فإن فكرة أن قوى دولية تضغط من أجل اصلاحات ديمقراطية وانتخابات شفافة فكرة تحتاج إلى مراجعة.

أما الأمر الآخر فهو اننا قبل أن ننظر فى المجموعات المحيطة بالرئيس يجب علينا أن ننظر إلى شخصية الدكتور محمد مرسى، فهو شخصية لها ملمحان، الأول شخص تنظيمى ارتبط بلوائح التنظيم وفكر التنظيم، فقد انضم إلى تنظيم الاخوان فى الثمانينيات وهذا يعنى أنه قضى نصف عمره فى التنظيم، والملمح الثانى أنه خلال الأيام الماضية ظهر الدكتور محمد مرسى من حيث الأداء والإلمام والرؤية وحتى من خلال بعض التفاصيل كأدائه فى ميدان التحرير وخطاب جامعة القاهرة، بدا لنا أن شخصا جديدا يتولد من الشخص القديم، وأن رجلا يريد أن يخرج من أسر التنظيم الى رحابة الأمة، ومن سيطرة مجموعة التنظيم إلى خدمة القوى الحية فى المجتمع، ويتضح ذلك من خلال عدة أمور، منها مثلا أن ادبيات التنظيم أنه لا يخطىء أو لا يعتذر إذا أخطئ، واعتذار الدكتور مرسى لطلاب جامعة القاهرة وعلى الرغم من أنه اعتذار واجب إلا أننا لم نعهد الاعتذار من التنظيمات، والسؤال من هى الشخصية التى ستتغلب على الأخرى؟ وماذا سيفعل المحيطون بالرئيس مرسى بما فيها الاعلام والصحافة والقوى الحية فى المجتمع المدنى؟ هل سيدعمون فيه ذلك الرجل القديم التنظيمى؟ أم سيدعمون ذلك الرجل الجديد؟ هل سيشنون عليه حرب شعواء مثلما فعلت بعض القنوات من الآن؟ فيحتمى بتنظيمه القديم أم أنهم سيفتحون له كل الأبواب لاحتوائه واستيعابه داخل قوى الأمة الحية من اعلام ومفكرين وقوى سياسية وقوى ثورية؟ وأنا أتصور ان ما حدث خلال الايام الماضية من الدكتور مرسى لم يكن تمثيلا أو أنه استمع لنصيحة من أحد المستشارين بل كانت تصرفات صادقة خرجت من القلب.

● إذن هل تعتقد ان الشخصية الجديدة للرئيس قادرة على استيعاب المتطلبات المتناقضة لمن انتخبوه، فمنهم من يريد دولة مدنية والبعض يريد تطبيق الشريعة، وغيرهم؟
هو قادر على استيعاب هذه القوى بقدر استيعابهم له، فنحن كنا دائما أسرى قرارات الحاكم والرئيس، وكنا ننتظر ماذا سيفعل السادات وماذا سيفعل مبارك، المعادلة الآن اختلفت، وأصبح لها طرفان، طرف يمثله الرئيس محمد مرسى وطرف ثانٍ تمثله قوى المجتمع الحية، وإذا لم تكن هناك معادلة متبادلة بين الطرفين فلن ينجح الوضع ولن تنجح مؤسسة الرئاسة، ولابد ان يكون هناك تعاون بين الطرفين ولا يمكن ان يقوم الوطن بإرادة شخص واحد.

● كيف تخيلت الوضع فى مصر حال فوز شفيق؟ وهل لديك معلومات عن سيناريوهات تم اعدادها فى حال تحقق ذلك؟
أولا أحب أن اثبت أن حيائى ومرؤتى تمنعنى من التعرض للأشخاص وهم ضعفاء أو مكسورين، أنا اتعرض لهم وهم فى قمة عنفوانهم، وأنا الوحيد الذى قلت إن شفيق لو خسر انتخابات الرئاسة فإما انه سينتحر أو سيغادر مصر، وهو اختار الحل الثانى، ونصيحتى له قبل أن يتعرض للعمل العام أن يصفى حق الدولة عليه وأن يرد على الشبهات التى احيطت به، أو البلاغات التى قدمت ضده.

وفى حال فوز شفيق فأتوقع أنه كان سيتنحى بعد أقل من 18 يوما مثلما فعل مبارك، ربما بعد 10 أو 12 يوما على أقصى تقدير.

● ولكن البعض توقع أن تعليمات ستصدر للأجهزة الأمنية والجيش بالتصدى بمنتهى القوة والعنف والحزم للمعترضين على فوز شفيق، وكان من الممكن أن يسفر هذا السيناريو عن حمامات دم فى مصر؟
أنا لا أتخيل هذا السيناريو، فمصر تعرضت لهزات كبيرة حتى فى الفتن الطائفية ولم تحدث حمامات دماء، ولكننا نعلم انه كان هناك صراع داخل الأجهزة السيادية، وربما كان هناك اتجاه ما داخل هذه الاجهزة لتولية شفيق بالتزوير.

● ربما أم أكيد؟
هذه معلومات مؤكدة، ولكن الذى حسم الأمر هو الميدان والشارع، فهما من حميا النتيجة وبالتالى لا فضل لأى جهة أو جهاز أو لجنة رئاسية على الشعب المصرى. الشعب هو الذى حمى النتيجة.

● هناك من تحدث عن تفاهمات بين المجلس العسكرى والرئيس المنتخب قبل اعلان النتيجة، فهل تعتقد بصحة ذلك؟
سمعنا هذا الكلام ولكن لا يوجد ما يؤكده.

● ولماذا لم يتم الاتصال بالدكتور البرادعى حتى الآن لتكليفه أو للتشاور معه حول تشكيل الحكومة الجديدة؟
ترددت أسماء كثيرة فى الفترة الماضية لتولى رئاسة الحكومة ومنصب نائب الرئيس، وما أعلمه أنه لم يفاتح أحد حتى الآن فى أى أمر، وكلها تكهنات إعلامية، وأرى أن هذه خطوة موفقة من الدكتور محمد مرسى لأنه لم يتسرع فى الإتصال بأحد لمزيد من الدراسة، وأتمنى ألا تطول الفترة أكثر من ذلك.

● ألا ترى أن تكليف البرادعى برئاسة الوزراء بصلاحيات كاملة يعد استكمالا لمسار الثورة؟
نحن فى مصر لا نعلم ولم نجرب خبرات بعض الشخصيات التى نجحت فى مجالات دولية مثل الدكتور البرادعى، ولا نعرف إذا ما كانت طبيعة المشكلات فى مصر مثل المشكلات التى واجهته فى المنظمة الدولية، وهل العمل فى مؤسسات مستقرة ولها إمكانيات ضخمة مثل العمل فى دولة تم تجريفها ونهبها على مدى ربع قرن، أتصور ان الأمر يحتاج إلى إعادة نظر وإلى دراسة جيدة.

● إذا تمت إعادة تكليف الجنزورى برئاسة الحكومة، ألا يمثل ذلك صدمة للرأى العام الذى شاهد الصدام الشرس بين الأغلبية التى يمثلها حزب الحرية والعدالة وبين حكومة الجنزورى تحت قبة البرلمان؟
أنا ممن يرون ضرورة التخلص من كل التجارب الماضية بشخوصها وأفكارها، فهى لم تنجح حتى وإن كان سبب عدم نجاحها هو الرئيس المخلوع، وكما قال الجنزورى لا نريد أن نكرر أنفسنا.

● هل لديك معلومات عن الاشخاص الذين يتولون المشارورات حول التشكيل الوزارى أو الفريق الرئاسى؟ وهل هم قيادات بالحرية والعدالة أم اشخاص بمؤسسة الرئاسة؟
ما أتصوره وما ألحظه أن الذى يدير الموضوع هو الدكتور محمد مرسى.

● هل تؤيد ترشيح إخوانى أو إسلامى لرئاسة جهاز المخابرات؟
هناك تقاليد للشرطة والمخابرات والقضاء والجيش، وهذه التقاليد لن يتم تغييرها بين يوم وليلة، وتغييرها فجأة يحدث أثر عكسى، ربما بعد سنوات والأفضل ألا نتعجل.

● هل تعتقد أن أجهزة الدولة العميقة ستعمل مع الرئيس مرسى وتقدم له تقارير صحيحة؟
أجهزة الدولة العميقة مثل باقى أجهزة الدولة كالقضاء والتليفزيون، فيها الصالح والطالح، فيها من يتمنى فشل الثورة وفشل الدكتور مرسى تحديدا، وفيها من تخلص من النظام القديم ويكرهه ويتمنى نجاح الثورة ونجاح التجربة الديموقراطية، وأتصور أن دور الرئيس والحكومة الجديدة أن يتفاعل مع العناصر الايجابية فى هذه المؤسسات، وألا يظلم القوى السلبية سواء بتصفية الحسابات أو الانتقام أو المحاسبة على ما فى نيتهم، ففتح الحسابات القديمة والإنتقام لن يصلح الحال، ويجب أن يظلل هذا كله سياج قانونى معلن، وأن يطبق القانون على الجميع، فإذا ما تلاحظ أن شخصا أو جهازا يتآمر على مؤسسات الدولة او مؤسسة الرئاسة فيجب أن يقدم إلى القضاء الطبيعى ويحاكم محاكمة عادلة، ولسنا فى حاجة إلى قانون الطوارئ فقانون العقوبات يغطى كل الجرائم بما فيها جريمة الخيانة العظمى.

● هل تفضل أن يختار الرئيس أحد قادة هذه الاجهزة نائبا له؟
ربما هذا أمر وارد، ولكن أتمنى أن يكون الاختيار وفقا لمعيار الكفاءة وليس لمعيار تجنب الأذى، فالشعب هو الذى سيحمى الرئيس من أى مكروه، وأى اختيار لتجنب الأذى سيكون غير موفق.

● وهل وصول رئيس إسلامى ملتحٍ إلى قصر الرئاسة قد يؤدى إلى تنفيذ السيناريو التركى قبل 20 عاما، سواء بانقلاب عسكرى أو اغتيال الرئيس بعد الانقلاب لا قدر الله؟
الوضع فى تركيا غير وضعنا، فمصر لم يحدث فى تاريخها غير إنقلاب عسكرى واحد فى يونيو 52، ولم تحدث فى تركيا ثورة شعبية تطيح بالرئيس مثلما حدثت فى مصر، وأنا لا أستبعد تفكير البعض فى القيام انقلاب عسكرى أو اغتيال الرئيس أو تدخل أجنبى، ولا أستبعد أن البعض راودتهم فكرة الانقلاب وفكرة اغتيال الرئيس، ولكنهم حينما يجلسون مع أنفسهم ويسألون عن نسبة نجاح هذه المحاولات سيجدونها صفرا، فلو حدث انقلاب عسكرى اعتقد ان عدد الذين سينزلون إلى الشارع لن يقل عددهم عن 30 مليونا، ولو حدث تدخل اجنبى سينتفض على الأقل 150 مليون عربى للدفاع عن مصر بأجسادهم.

● وهل ينطبق ذلك على سيناريو الاغتيال؟
إذا حدث ذلك لا قدر الله فإنه سيجمع المصريين على قلب رجل واحد وسيدافع الشعب عن خياره الديمقراطى.

● هل تعتقد أن المهندس خيرت الشاطر سيكون له دور فى توجيه مؤسسة الرئاسة؟ وهل من الممكن ان يحدث خلاف بينه وبين الرئيس؟
بالطبع سيكون لخيرت الشاطر دور فى الحياة السياسية خلال الفترة المقبلة، ولكن المهم ما هو طبيعة هذا الدور؟ هل سيحاول السيطرة على مؤسسة الرئاسة أم سيكون له دور مثل أى سياسى فى مصر؟ وأنا أتوقع ان يستمر التطور فى شخصية وأداء الرئيس الدكتور محمد مرسى، مما يجعل وقوع خلاف بينه وبين الشاطر أمرا غير مستبعد، وذلك فى حال اصرار الشاطر على السيطرة على مؤسسة الرئاسة.

● ولكن أليس من حق حزب الحرية والعدالة وهو حزب الرئيس ان يطلب من الرئيس تنفيذ برنامج الحزب؟
من حق الحزب طبعا أن يطلب من الرئيس تبنى أهداف الحزب وبرنامجه، خاصة الأهداف التى تتطابق مع تطلعات المصريين، ومن الوارد أن يتبنى الرئيس بعض الأهداف فى برنامج الحزب طالما أنها تسهم فى حلول لمشاكل المواطنين.

● ما توقعاتك للعلاقة بين الرئيس والمؤسسة العسكرية خلال الفترة المقبلة؟
أتوقع ما لا يتوقعه الكثيرون، فالبعض يتوقع حدوث صدام وأنا أرى العكس، سيحدث تعاون بين المؤسسة العسكرية والرئيس مع أن بعض مستشارى المجلس العسكرى حاول تفخيخ العلاقة بين الطرفين قبل اعلان نتيجة الانتخابات، وأرى ان صيغة الإعلان الدستورى المكمل والحالة التى سبقت إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة هى محاولة انتقامية من بعض مستشارى المجلس العسكرى ضد الشعب المصرى وثورته، وليست ضد الدكتور مرسى أو حزب الحرية والعدالة، لأنها عطلت الإرادة الحرة التى تنتخب ونزعت التشريع من يد الشعب والرئيس وأعطته للمجلس العسكرى وجعلته مصححا بالقلم الأحمر على إرادة الشعب، فكيف تتوصل إرادة الشعب الى لجنة ممثلة من 100 لوضع الدستور ثم نجد مجموعة من 19 ضابطا يريدون أم يصبحوا أوصياء على إرادة الشعب ويصححوا بالقلم الاحمر على ما ستصل إليه الجمعية التأسيسية للدستور، وفى النهاية يحال الأمر إلى المحكمة الدستورية اللى كلنا عارفين ظروف إنشائها وظروف تعيين المستشارين فيها، هذه الحالة الانتقامية التى سيطرت على الوضع خلال الأسبوعين الماضيين قام بتأجيجها المستشارين المحيطين بالمجلس العسكرى واعتقد ان المجلس العسكرى سيدرك أنه أخطأ فى الاستماع الى هؤلاء المستشارون، وسيكونوا أول المستبعدين فى المرحلة المقبلة وسيعود العسكرى إلى سيرته الأولى فى بداية الثورة ويعود إلى المستشارين الوطنيين الذين اشاروا عليه بعدم إطلاق رصاصة واحدة على المصريين.

● وهل المطلوب أن يتخلص الرئيس منهم أم يتخلص منهم المجلس العسكرى؟
الرئيس لا يتعامل معهم، فهم يتعاملون مع المجلس العسكرى وكانوا يتركون اماكنهم المهمة فى الهيئات التى يعملون بها ويبيتون على أبواب المجلس العسكرى، وأحد هؤلاء المستشارين أو المستشارات هو الذى صاغ قانون مجلس الشعب بهذه الطريقة المعيبة عامدا متعمدا، لكى يتم الطعن عليه، وتم نظره فى ربع ساعة فى حين ان الطعون يتم نظرها فى 10 جلسات، وهناك طعون منذ 20 سنة لم يتم نظرها فى حين ان طعن مجلس الشعب تم نظره فى ربع ساعة قبل ان نذهب الى المحكمة.

● فى اعتقادك اين اختفى عمر سليمان؟ وماذا يفعل الآن؟ وهل كان له دور فى المشهد السياسى والأمنى بعد الثورة؟ وهل وصلتك منه اى رسالة بعد قانون العزل السياسى؟
_ بعد فترة صمت وتردد قصيرة قرر سلطان اطلاعنا على رسالة وصلته على تليفونه المحمول من تليفون فى السعودية تهدد باغتياله هو والرئيس محمد مرسى وتهدد بإشعال حرب أهلية ويقول نص الرسالة «وحياة امك يا ابن.. لنقتلك انت ومرسى بتاعك ابن .... ونخليها حرب أهلية»، وأكمل سلطان حديثه قائلا: «الموضوع له جذور وله علاقة بعمر سليمان وأحمد شفيق، وفيما يتعلق بنشاط عمر سليمان وبعض الشخصيات النافذة فى النظام البائد هم مازالوا يتحكمون فى مفاصل ومنافذ البلد ويتحكمون فيها وهذا أخطر ما ستواجهه مصر فى المرحلة المقبلة، ومنها الموانئ والمطارات والبنوك وشركات تحويل الأموال والرقابة على الإنترنت والموبايل.

● يعنى ممكن يتجسسوا على الرئيس؟
طبعا، أو يديروا حربا اهلية أو طائفية أو ترويج لشائعات تهدد البلاد، وجزء من هذه المؤامرات حدث فى انتخابات مجلس الشعب وانتخابات الرئاسة، حدث ذلك مع عبد المنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى وحازم ابواسماعيل والدكتور سليم العوا، حيث قام أشخاص ينتمون لهذه الأجهزة بعمل صفحات على «فيس بوك» باسم مرشح رئاسى معين وقامت هذه الصفحات بشتم المرشحين الآخرين.

● وماذا عن دور شفيق وسليمان تحديدا فى هذا الأمر؟
حينما قدمت مستندا ببيع شفيق ل40 ألف متر لنجلى مبارك علاء وجمال لم يرد على المستند، وعقد مؤتمرا صحفيا من أجل أن يسبنى فقط، وبعدها اجتمع رجال عمر سليمان ورجال شفيق ووضعوا تليفونى على 9 صفحات إباحية على الفيس بوك بجوار فتاة ليل وهمية، فتوجهت على الفور إلى مساعد وزير الداخلية اللواء ماهر حافظ وحررت بلاغا أمامه، وأتى بمجموعة الضباط المتخصصين وطلب منهم سرعة التحرى عن هذا الأمر، وطلب منى اللواء ماهر حافظ ألا أذيع هذا الأمر حتى يستطيعوا القبض على المتهم، وحينما كنت أسأل عن البلاغ قال لى بالحرف «الموضوع ليس سهلا ويقف وراءه أشخاص مهمين جدا أو أجهزة».

● هل يعنى ذلك ان عمر سليمان مازال له رجاله داخل الأجهزة السيادية؟
بالقطع نعم وليس عمر سليمان فقط ولكن أحمد شفيق أيضا.

● هل ستبلغ الرئيس محمد مرسى بذلك؟
لن أترك حقى ولن أشكو إلى أحد ولكن أرجو أن يقرأ الرئيس الرسالة لأنها تهدد باغتياله واغتيالى وإشعال حرب أهلية وأتمنى أن تقرأها الأجهزة والرقم السعودى موجود عند وزير الداخلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة