تعرف معظم السيدات فى الصعيد كلمة «البردة» أو «الشقة»، وهى قطعة قماش من الصوف، تغطى السيدة من الرأس حتى القدمين، فلا يظهر منها شىء، وتحرص على ارتدائها حتى أمام الأقارب، وفقا للعادات والتقاليد الصعيدية، ورغم اختفاء «الشقة» من مناطق كثيرة فى الصعيد، إلا أن سيدات قنا مازلن حريصات على ارتدائها صيفا وشتاء، وكانت واحدة من الأسباب التى منعت أكثر من 6 آلاف سيدة من الخروج للتصويت فى 3 لجان انتخابية، بمدينتى أبوتشت ودشنا، خلال الانتخابات الرئاسية. كانت «العليا للرئاسة» أكدت خلال إعلانها عن فوز محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، أمس الأول، امتناع 3 لجان سيدات بقنا من المشاركة فى العملية الانتخابية، بينها لجنتان بمركز أبوتشت، هما اللجنة رقم 10 فى قرية كوم جابر، والأخرى فى قرية القليعية بذات المركز، بالإضافة إلى اللجنة رقم 6 فى مدرسة الحمدية والياسينية بمركز دشنا.
وفى تعليقه على وصول نسبة تصويت السيدات إلى «صفر» فى اللجان الثلاث، قال منسق حزب الحرية والعدالة فى مركزى نجع حمادى ودشنا، جمال جرجاوى، ل«الشروق»، إن عدد من يحق لهن التصويت فى اللجنة الأولى هو 2074 سيدة، ورغم ذلك كانت نسبة المشاركة «صفر»، بينما كان عدد الأصوات فى اللجنة الثانية هو 16 ناخبة من أصل 1192 ممن يحق لهن التصويت، وفى اللجنة الثالثة لم تشارك أى سيدة فى عملية التصويت، رغم أن من لهن حق التصويت يزيد على 2500 صوت.
ووفقا لجرجاوى فإن هذه اللجان خاصة بسيدات قبيلتى العرب والهوارة، وهذه المرة ليست الأولى التى تقاطع فيها السيدات الانتخابات، حيث قاطعن جميع الانتخابات السابقة، وهو ما يرجع إلى طبيعة هذه القرى، والعادات المتأصلة فيها، والتى تقضى بعدم خروج السيدات من منازلهن، وارتدائهن الدائم للبردة أو الشقة، وعدم كشف أنفسهن على أى غريب.