سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جودة عبد الخالق: أهنئ مرسي بالرئاسة.. وعليه إبعاد الإخوان والدين عن السياسة عبد الخالق: إذ لم يقدم الإسلاميون حلولا لمشاكل البلد يبقى مفيش تحت القبة شيخ.. وماتنسوش فوزكم بكرسي الرئاسة على الحركرك
قال الدكتور جودة عبد الخالق- وزير التموين والتجارة الداخلية في حكومة تسيير الأعمال "المستقيلة"، في رده على تساؤل ل"بوابة الشروق" حول رؤيته لمستقبل اليسار في ظل صعود الإسلاميين للحكم، بمجرد فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئاسة جمهورية مصر العربية، إن "التيار الإسلامي دائمًا ما يردد أنه يملك حلولاً لمشاكل البلد -فإذا كان الأمر كذلك فليتقدموا بها- فإن قدموا حلولاً ناجحة "خير وبركة" سيستمروا، وإذ لم يقدموا "يبقى عرفنا إن مفيش تحت القبة شيخ"، ووقتها سيظهر حجمهم الطبيعي، ولعل تجربة الانتخابات التشريعية، والتي حصلوا بها على أغلبية كاسحة "خير دليل"، خاصة بعد أدائهم الهزيل، نتيجة ضعف أجندة العمل السياسي لهم، حيث السعي ل"إلغاء قانون الخلع، والحديث عن سن الزواج، وختان الإناث"، وغيرها من القضايا الغير مدرجة على أجندة المجتمع.
وأضاف عبد الخالق -خلال تصريحات أدلى بها على هامش فاعليات "المؤتمر الدولي الحادي عشر للجمعية الاقتصادية في الشرق الأوسط" تحت عنوان "تداعيات الربيع العربي: الأسباب والنتائج"، والذي يعقد بمقر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ولمدة ثلاثة أيام تنتهي اليوم-، أكرر القول: "أهلاً بالاتجاه الإسلامي في الساحة، دون إقحام الدين في السياسة، لأن المجتمع المصري متعدد سياسياً، والأقباط جزء من نسيج المجتمع، يجب الحفاظ على حقوقهم، وعلى الرئيس مرسي لدى تشكيلة الحكومة أن يضع في الاعتبار أنه فاز بكرسي الرئاسة على "الحركرك" بأقل من 52%، وبالتالي ليس خلفه قاعدة شعبية "أغلبية"، وعليه أن يُشكل حكومة ذات قاعدة وطنية عريضة.
وأبدى الدكتور جودة عبد الخالق مخاوفه من أن يدخل مستقبل الإسلاميين نفق الطائفية -على أساس ديني- والتي من شأنها العمل على تدهور الوضع الاقتصادي، وهذا من ناحية المبدأ مرفوض، ولابد وأن يقدم "الإسلاميين" ما بوسعهم لتحاشي تراجع الوضع الاقتصادي، والبداية تتمثل في "تكبير دماغهم من موضوع الدستور"، والذي يخص كل المجتمع، خاصة وأن تشكيل التأسيسية بشكل يعكس أغلبية البرلمان "المنحل" لم يعد له وجود غير منطقي، واستمرار الوضع بهذا الشكل، يؤثر في اتجاه حالة من عدم الاستقرار، والتي عادة ما يكون ضحيتها الأولى تدهور اقتصادي، وبالتالي سنصبح أمام "انفجار" سيؤدي إلى هوجة جياع في الأحياء الفقيرة والعشوائيات والتي ستزحف على الأحياء الراقية، وهذا أخطر من الثورة، كونه سيقضي على الأخضر واليابس، ويصبح المجتمع أمام صراع اقتصادي "عنيف".
وفي تساؤل حول وجود تطبيع اقتصادي بين مصر وإسرائيل، رد عبد الخالق قائلاً: طبعاً فيه تعايش وتعاون مصري إسرائيلي في إطار معاهدة السلام "كامب ديفيد"، ومن حيث الشكل القانوني من حق الطرفان أن يشتري ويبيع للآخر، لكن من الناحية السياسية "إحنا مش بنكسب منهم حاجة"، رغم أن المعاهدة تعطي الحق لإسرائيل باستنفاذ حقول البترول في سيناء، وذلك لا يعني أننا نستمر في بيعه إليهم برخص التراب.
وعن اكتفاء مصر ذاتياً من القمح قال عبد الخالق "بشكل واقعي لن تكتفي مصر ذاتياً، لأنها كبلد كبير –تؤكد- إحصائيات الجغرافيا أن الأراضي القابلة لزراعة القمح محدودة، والحل الوحيد لزيادة إنتاج القمح في مصر يكمن في التوسع الرأسي "إنتاجية الفدان" بفرض سياسي "تشجيعي" للفلاح من خلال رفع السعر، إلى جانب استخدام التكنولوجيا لتطوير السلالات، وهنا ما يهم ليس الاكتفاء الذاتي، وإنما الأمن الغذائي والذي يعني أن يكون الاحتياطي ما بين 30 و70%، ويمكن للخبراء أن يعملوا على جعل رغيف "عيش الخبز" عبارة عن خليط من القمح والذرة، واللي أنا ما زلت بآكله في الفلاحين.
وحول أبرز التكليفات المرتقب أن يقوم بها في آخر أسبوع "تسيير أعمال" قبل ترك الوزارة، قال: أسعى لأن أوقع بروتوكول تعاون بين "الهيئة العربية للتصنيع، ووزارة التضامن الاجتماعي"، لما للهيئة من قدرات في التطوير التكنولوجي بمجال خطوط إنتاج الخبز الآلي "البلدي" والهيئة سوف توفر خطوط إنتاج "مستوردة" وستقوم بإنتاج المكونات المحلية اللازمة لإنشاء الصوامع لتخزين الغذاء.
وفي رده على سؤال عن طبيعة عمله وشخصيته وحياته كمسئول للدولة، نظر في ساعته ثم قال: "على فكرة ممكن دلوقتي أكون مبقتش مسئول في الدولة"، العقبة الأكبر للوزارة هي "البطانة" وإنك تسلم ودانك للي حولك، وقصة معالي الوزير -بكره الكلمة ديه- بيحطوك بيها في حالة بتخرجك من توبك، وبالمناسبة بأهني الدكتور محمد مرسي، بفوزه لمنصب الرئاسة، وأطالبه بأن ينسى حكاية جماعة الإخوان المسلمين كجماعة برة الملعب، وعليه أن يبعد الدين عن السياسة، بالتالي لازم تكون أجندته -إبعاد الدين عن السياسة "صمام أمان"، وعلى حماس أن تتخلص من خلافاتها مع "فتح" وألا يكون شغلها الشاغل توريط مصر في مجالات ليست على علاقة بها، لأن استمرار خلاف "فتح وحماس" استنفاذ لطاقة مصر.