كانت البداية بوقفة في ميدان التحرير، لمجموعة من المناهضين للتحرش الجنسي، ثم تحولت لمسيرة إلى طلعت حرب، وانتهت بحادث تحرش جماعي وأحداث عنف بين المشاركين ومتحرشين، قال المدافعون عن حقوق النساء إنهم مندسون من الأمن، لمعاقبة النساء على مشاركتهن في الثورة. محمد إبراهيم سعيد، أحد المشاركين في المسيرة، روى على حسابه على تويتر، وقائع الاعتداء الذي بدأ اختراق الكردون الذي نظمه الشباب حول المشاركات، من 3 أشخاص، وقام أحدهم بالتحرش بإحدى الفتيات لفظيا، ثم قبل مدخل طلعت حرب بنحو 100 متر، وجه أحدهم ضربة في صدر سعيد، ثم قام بدفع أول فتاة تقف وراءه لتقع على الأرض.
ويتابع سعيد: "مع أول بنت سقطت، فيه أشخاص هاجموا المسيرة، وجرينا في طلعت حرب و كان في شوية مستنين هناك فاتزنقنا"، مشيرا إلى أن أول عمارة في شارع طلعت حرب رفض أصحابها فتح بابها لهم للاختباء بها "كان معانا وقتها بنتين والبلطجية من الناحيتين و بنحاول نطلعهم".
وأضاف أن بعض البلطجية جاءوا من التحرير ليقذفوهم بالزجاجات والطوب، "علشان نفض الكردون من قدام البنات، ومكناش قادرين نطلع نجري بيهم ومش عارفين ندخلهم فين"، على حد قوله.
بعدها جاء صاحب أحد المحلات في الميدان، ووجههم إلى غرفة بجواره للإخفاء الفتيات بها، بحسب سعيد، مضيفا "طلعنا أول بنت بصعوبة وبضرب عنيف، وفضلت بنت تانية خايفة تطلع والناس زادت بمسيرة جت من التحرير غير مفهومة، و قلعنا الأحزمة وابتدينا نضرب أي حد من غير ما نشوف".
وفي وسط هذا الضرب تمكن الشباب من إدخال فتاتين أخريين للغرفة وإغلاقها عليهن بالمفتاح، "في اتنين جم عايزن ياخدوهم و كان معاهم كزالك بس ضربناهم"، بحسب سعيد، الذي يتابع: "البنات كانت مرعوبة وفي حالة هستيرية، وكنا بنحاول نجيب عربية نخرجهم من الأوضة، بس الضرب لم يقف من كل حتة، وطلعت حرب اتقفل، وشباب قلعت هدومها ودخلناهلهم للبنات، وسط دعك برضه، لأن محدش فاهم مين معانا، وشباب تانية راحت تجيب تاكسي من البستان، وكان لازم نعمل كردون من كذا صف، علشان البنات يطلعوا من ورا ضهرنا".
"هذه الأحداث مقصودة، وأنا أوجه اتهام واضح للمجلس العسكري والحكومة أن قاصدين كسر النساء والبنات، وكسر الثورة، ويكررون ما يحدث في أي دولة بها حروب أو ثورات مضادة بأن يستخدموا النساء في حربهم"، كان هذا رأي مدير مركز قضايا المرأة، عزة سليمان.
ورفضت سليمان الدعوات التي تقول إن هذه المسيرة لم يكن من المفترض أن تتم الآن، بسبب حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد، قائلة "من ساعة حكم المحكمة على مبارك وقبلها نتيجة الانتخابات وهناك شيء منظم لانتهاك النساء في المظاهرات، وكان لابد أن نرد على هذا، لأن قضايا الوطن من قضايا النساء والعكس صحيح، عندما يكسروا النساء يكسروا الثورة ومن يتحدث عن الأمان فالأمان للكل".
وأكدت سليمان أن الموضوع ليس حادثا فرديا لكن مجموعات منظمة لنشر الذعر وتعرية السيدات والتحرش بهن، "ومش معقول أن كل السيدات ما تنزل الميدان تاخد حد من قرايبها معاها"، مشيرة إلى أنها تعرض لحوادث تحرش في المظاهرات التي تلت إعلان نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات، وبعدها الحكم على مبارك.
وأضافت "لا أفهم العلاقة المدللة بين المجلس العسكري وبين الشرطة، يبدو لأن كلاهما يحمي مصالح الآخر، والهدف النهائي التواطؤ على الثورة ومنها استخدام النساء كسلاح"، محذرة المجلس العسكري من أنه الخاسر في النهاية لأنه "لم يعد له هذه الهيبة والاحترام في قلوبنا وعقولنا".
واتفقت معها منسق تحالف المنظمات النسائية، نيفين عبيد، التي ترى أن ما حدث أمس "يؤكد الحالة التي نحن فيها أن هناك مشكلة تتعلق بالتحرش وأنه مقصود في محاولة لعقاب السيدات على المشاركة السياسية".
واعتبرت عبيد أن الأخطر من هذا "ليس التحرش لكن رد فعل الناس في الميدان، أين الثوار في الميدان؟ كيف لم يتدخلوا؟".
من جانبه، كتب الدكتور محمد البرادعي، عبر حسابه على تويتر: "إلى نساء مصر: أعتذر باسم كل مصري يعرف معني الدين والقيم والأخلاق."، فيما كتب عضو الهيئة العليا لحزب الوسط، الدكتور محمد محسوب: "التحرش وغياب الذوق ونقص الثقافة وتراجع الولاء للوطن من الأمراض التي ورثناها من النظام السابق".