تكشف مؤلفة كتاب "الفتوة في السينما المصرية" عن تراث من عشرات الأفلام، التي كان بطلها أو أحد أبطالها شخصية "الفتوة"، وما هو الفرق بينها وبين شخصية "البلطجي" أو "الشبيح" التي ظهرت على الساحة مؤخرًا، مع تصاعد الربيع العربي؟ وكيف سيتم معالجتها دراميًا مثل فيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله؟ ومن بين الأفلام التي يعرضها الكتاب "الشيطان يعظ" و"التوت والنبوت" و"الفتوة" و"سعد اليتيم" و"قلب الليل" و"فتوات الحسينية" و"فتوة الناس الغلابة" و"فتوة درب العسال" و"المطارد" وغيرها.
وتخصص الكاتبة الصحفية ناهد صلاح فصلا كاملا للفارق بين "الفتوة" و"البلطجي"، مع ربط الأخير بالواقع المصري والعربي الحالي، حيث باتت لفظة "البلطجية" أو "الشبيحة" أو "البلاطجة" متداولة بشكل واسع، باعتبارها مرادفا للخارجين عن القانون الذين يلجؤون للعنف والسلب والنهب والقتل والترويع.
ويتعرض هذا الكتاب لشرح كيف رسخت السينما المصرية لشخصية الفتوة، باعتباره المعادل الشعبي للحاكم الذي يتمكن -في ظل انحسار دور الشرطة من ضبط الأمن، دون أن يغفل شخصيات الفتوة الظالم الذي يثور عليه أحد الحرافيش ليزيله عن مكانته ويجلس مكانه في إطار عماده الوحيد القوة البدنية، والذي صدر عن سلسلة "كتاب اليوم" بالقاهرة برئاسة تحرير نوال مصطفى.
ويضم الكتاب أيضًا شهادات خاصة لعدد من صنّاع أفلام "الفتوة" بينهم الممثل نور الشريف والمخرج علي بدرخان وكاتبا السيناريو وحيد حامد ويسري الجندي، يتضح منها أن معظم أفلام "الفتوات" التي قدمت من تأليف نجيب محفوظ أو اقتبست عن كتاباته الفلسفية العميقة كانت أفلامًا تجارية بحتة، بينما الأفلام التي قدمها الكاتب يسري الجندي والمخرج علي بدرخان كانت أفلامًا فلسفية، تغوص في أعماق الشخصية، ولا تغازل شباك التذاكر.
وعرّفت الكاتبة الفارق بين "الفتوة" الذي يعني في العامية المصرية الرجل القوي، صاحب السلطة والسطوة، و"البلطجي" وهو الخارج عن القانون الذي يلتمس له الكتاب أعذارًا كثيرة متمثلة في الفقر والجهل والظلم والقهر التي تخلق من المواطن الصالح مجرما.