تحت المطر والرعد والبرق، انتهى عرض الريفيرا الفرنسية الذى استمر 12 يوما، كان أبطالها العروض السينمائية والأحداث الفنية التى جمعت المشاهير بالزوار لالتقاط الصور معهم خلال الحفلات. على السجادة الحمراء الطويلة التى تزينها سعفة ذهبية كبيرة فى نهايتها سار المخرج النمساوى مايكل هانيكه مع أبطال فيلمه «الحب»، وإلى جواره الزوجان المسنان ويحكى الفيلم الأيام المأساوية الأخيرة فى حياتهما.
السعفة الذهبية هى أرفع جوائز مهرجان كان السينمائى، وحصل عليها هانيكه عام 2009 عن فيلم «الشريط الأبيض The White Ribbon».
وجاءت ردود الأفعال لجوائز مهرجان كان السينمائى الدولى مرضية الى حد كبير للنقاد والجماهير، لأنه نادرا ما تخرج النتائج مطابقة للتوقعات وهو ما حدث هذا العام فى الدورة الخامسة والستين للمهرجان، فأفلام هذا العام المشاركة فى المسابقة الرسمية تناولت موضوعات متنوعة عن شعوب مختلفة، وبعض المشكلات الراهنة فى العالم، ولكن يبدو أنه وسط كل الأحداث المحبطة التى يعانى منها الجميع مازال البعض يبحث عن الحب والوفاء والصدق فى المشاعر وهو ما نجح المخرج مايكل هانيكه فى تصويره من خلال فيلمه «حب» الذى توقع الجميع وتمنوا على صفحات الجرائد والمجلات أن يحوز على الجائزة لأنه الأفضل بين الأفلام المتنافسة على السعفة الذهبية.
ووصف الكاتب توماس أدامسون على موقع الأسوشيتد برس فيلم هذا المخرج النمساوى بأنه يعد الأقوى بين الأفلام المتنافسة حيث إنه عبر عن الحب الذى يستطيع أن يتغلب على كل الصعاب ويصمد حتى يكتب الموت كلمة النهاية.
أما الفيلم الذى لم يتوقع احد أن يفوز فكان فيلم «ما وراء التلال» للمخرج كريستيان مونجيو الذى حصل على جائزة أفضل كاتب سيناريو.
وفى جريدة نيويورك تايمز نشر مقال للكاتب مانوهلا دارجيس يؤكد فيه أنه رغم سقوط الأمطار فى ختام المهرجان إلا أن ذلك لم يعد مهما بعد فوز «حب» بالسعفة الذهبية، ولكنه أشار إلى أنه لم يكن يتوقع الفوز لأن المخرج اشتهر بتقديم أفلام العنف وهو ما لم يكن يحوز إعجاب رئيس لجنة التحكيم نانى موريتى، وأشار المقال إلى أن جائزة أفضل إخراج التى ذهبت إلى المخرج المكسيكى كارلوس ريجاداس كانت صادمة فور إعلانها حيث إن الفيلم «بوست تينيبراس لوكس» لم يحز على إعجاب الصحفيين واستهجن بشدة بعد مؤتمره الصحفى.
وأكد كاتب المقال أن فيلم «ما وراء التلال» أحبه الجمهور أيضا لما يحمله من معان دينية والرجوع الى الله، على الرغم من أنه كان يحمل قصة حب من نوع خاص بين فتاتين إحداهما تعود الى الكنيسة موجهة حبها إلى الله تاركة صديقتها، وهو فيلم للمخرج الرومانى كريستيان مونجينى الذى أكد أن السينما الرومانية ليس لها جمهور خارج حدودها.
وأشار المقال إلى أن فيلم «كالعاشق» للمخرج عباس كياروستامى فشل فى الحصول على أى جائزة، أن اختيار فيلم «نصيب الملائكة» للمخرج كين لوتش الذى حصل على جائزة لجنة التحكيم ليس له تفسير.
وكان من الغريب أن تغادر بعض الأعمال بدون جوائز مثل فيلم «قتلهم برفق» للمخرج أندرو دومينيك، وفيلم «الخارج عن القانون» للمخرج جون هيلكوت.
وعلى الرغم من تأكيد الجميع من نقاد ووسائل إعلام أن دورة هذا العام ضمت الكثير من الأفلام المتنوعة من مختلف أنحاء العالم معبرة عن هوليوود وهونج كونج وليس السينما الأوروبية فقط إلا أنها فشلت فى إيجاد أو توليد الشعور بالحماس فى المهرجان كما أكد الكاتب.