لم يكن تقدم الفريق أحمد شفيق على منافسيه بفارق كبير بمحافظة الغربية أمرا مفاجئا فى ظل النشاط المكثف لرجال الحزب الوطنى الذين يملأون المحافظة، بالإضافة إلى الطابع الريفى الذى يميز الغربية. وأحسن شفيق اختيار حملته من مجموعة كبيرة من رجال الوطنى المنحل أصحاب الثقل والعصبية بالقرى وهو ما ظهر واضحا خلال مؤتمريه الانتخابيين فى ميت حبيش وبرما وكان أكثر الحضور من الحزب الوطنى المنحل، حيث اعتبر اعضاؤه الأمر مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم للعودة للحياة من جديد وواصلوا الليل بالنهار بعدما عانوه على يد الإسلاميين من إخوان وسلفيين، وبعض شباب الثورة، خلال الفترة الماضية.
وزاد من فرص شفيق فى الغربية أن داعميه من فلول الحزب الوطنى المنحل يملكون رءوس الأموال وفرص العمل التى وفروها لأبناء المحافظة فى مختلف المجالات فى حين لم يقدم سواهم فرصة عمل واحدة لأبناء المحافظة ولم تغن لافتات الثوار أو شعارات الإخوان الفقراء الذين يبحثون عن لقمة العيش والأمان.
وكان التكثيف الشديد للهجوم على شفيق خلال الأيام الاخيرة وسبه علانية سببا مباشرا فى الخروج الكبير من ابناء المحافظة ومنح أصواتهم لشفيق بعد معاناتهم طوال الفترة السابقة من الإساءة إليهم والتعالى عليهم من بعض الأشخاص الذين سبوه.
كما كان للنائب الوفدى مصطفى النويهى دور فعال فى تأييد شفيق رغم موقف الوفد الرسمى بتأييد موسى إلا أن النويهى وهو رئيس نقابة النقل الثقيل وابن قرية ميت حبيش بعائلة كبيرة وهو أول من استضاف شفيق فى منزله وقريته عقب إعلان فوزه بعضوية مجلس الشعب وقد نجح شفيق فى التركيز فى كل مركز وقرية على كبير العائلة وصاحب الشعبية ورأس المال وهو ما جاء بنتائجه فى الانتخابات فى محافظة مازالت تحتفظ باحترامها للكبير.
ولم تقتصر على هذا فقط وإنما ضمت إليها عددا لا يستهان به من الشباب، كما ساهمت حملة الحرية والعدالة ومركزهم الإعلامى الهجومى والذى تميز بالتعالى الشديد فى ابتعاد الكثير عن المرشح محمد مرسى وكانت المؤتمرات التى عقدت فى طنطا والمحلة لمرسى سببا مباشرا فى بث الرعب فى نفوس المواطنين على خلاف المستهدف منها بإظهار القوة التى أدت لنشر الفزع من مرسى ورجاله وجاءت الحرب بين مرسى وأبوالفتوح بالطبع لصالح شفيق وصباحى بعد أن وصلت الأمور إلى التطاول من المكتب الإعلامى للإخوان والتعامل مع الجميع باعتبارهم عمال يومية لدى المكتب ومن المفترض أن يروا ما يراه القائمون على الحملة.
وكان الرابح الثانى فى السباق هو حمدين صباحى رغم ضعف حملته بالغربية وقلة الامكانات فإن العمال والبسطاء وأبناء المناطق الشعبية خرجوا جميعا لتأييد صباحى، بالإضافة إلى غالبية الشباب الذين لا ينتمون للإخوان الذين أصروا على الإدلاء بصوتهم لصالح المرشح الذى اعتبروه أحد المخارج السحرية لمصر من أزمتها.