أكد الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، بان كي مون، أنه لا توجد لدى المنظمة خطة بديلة لإنهاء العنف في سوريا عن خطة المبعوث الأممي-العربي المشترك إلى سوريا كوفي عنان، ذات النقاط الست. وأضاف مون - في مقابلة خاصة أجرتها معه اليوم شبكة «سي إن إن» الأمريكية - أنه منذ البدء العمل ببنود هذه الخطة، وأولها الوقف التام للعنف ونشر المراقبين الدوليين، بدأت تظهر بعض النتائج الطيبة، كان من أبرزها أن مظاهر العنف قلت بشكل ملحوظ.
وعن التقرير الصادر أمس الخميس، عن اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا التي تضم مجموعة من خبراء الأممالمتحدة في مجال حقوق الإنسان، قال مون، إنه قرأ هذا التقرير بنفسه، مشيرا إلى أن التقرير تضمن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
وأوضح مون أن من أبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي لاحظها من خلال هذا التقرير الاعتقالات التعسفية والقتل غير المبرر والتعذيب، وهو ما وصفه ب"غير المقبول"، معربا عن اعتقاده بأن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يتعامل مع الأمر بكل جدية.
وأكد مون، أن منظمة الأممالمتحدة تواصل جهودها في مسعى منها لإنهاء الأزمة السورية، لافتا إلى أن المراقبين الدوليين ال300 الذين تم نشرهم مؤخرا في سوريا يبذلون كل الجهود الممكنة في سبيل وقف العنف.
وشدد سكرتير عام الأممالمتحدة على أنه لا تسامح مع الممارسات التي ترتكبها قوات النظام السوري في حق المحتجين من أبناء الشعب السوري على مدار أكثر من 15 شهرا مضت، قائلا إنه يعتقد بأن عدد ضحايا مجازر نظام بشار الأسد لا يقل بأي حال من الأحوال عن تسعة آلاف شخص، وأن الرقم الفعلي قد يفوق هذا الرقم بكثير.
وعن موقف مجلس الأمن الدولي إزاء الأزمة السورية، قال بان كي مون إنه بالنظر إلى مواقف المجلس في بداية الأزمة، يلاحظ أن المجلس كان منقسمًا، وبداخله العديد من الآراء المتضاربة، أما الآن فموقف المجلس بات موحدا.
وأرجع مون التغير في الموقف داخل مجلس الأمن الدولي إلى نجاح الأممالمتحدة في نشر المراقبين الدوليين في سوريا، مشيرا إلى أنه ناقش الخطوات المقبلة مع كوفي عنان، وأن عنان ينتوي زيارة سوريا في وقت قريب، بالإضافة إلى قيامه ببعض الزيارات لدول مجاورة.
وأوضح أنه يعتزم تقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي في وقت قريب، وأن المجلس سيعقد جلسة يوم الأربعاء المقبل، تتناول تقريره عن تقييم الوضع على أرض الواقع في سوريا.
وعن عدد المراقبين الذين تم نشرهم بسوريا حتى الآن، شدد مون على أن عدد المراقبين ليس هو القضية الأساسية، مشيرًا إلى أنهم ينتشرون الآن في عدد كبير من المدن السورية من بينها دمشق وحمص حماة وإدلب وحلب، ويقومون بدوريات استطلاع يومية ويبذلون ما بوسعهم لرصد أية انتهاكات.
وأوضح مون أن مهمة هؤلاء المراقبين لابد وأن تكون مصحوبة بإرادة سياسية قوية من قبل الرئيس السوري بشار الأسد، وتعاون كامل من قبل المعارضة السورية، مشيرا إلى أن هناك العديد من المعوقات التي تحول دون التوصل إلى إجراء حوار سياسي بين الطرفين.