«كل العيون على مصر»، بهذا التعبير علقت نجلاء السيد الطالبة فى السنة النهائية بكلية الإعلام على ما قرأته من صحف ومجلات عربية وعالمية على الإنترنت، وما بثته وكالات الأنباء من مادة مكتوبة ومصورة، تدور كلها حول الانتخابات الرئاسية فى مصر. وقفت نجلاء فى طابور المدرسة الفنية للتكنولوجيا المتقدمة بمدينة نصر، تتصفح مع جيرانها وأصدقائها جهاز الآى باد، تصفحت المواقع المختلفة وبدأت تقرأ عليهم: «جريدة البيان الاماراتية قالت فى الصفحة الأولى، المصريون ينتفضون لاقتراع رئيس الجمهورية الثانية، ومبارك يتنحى عن المشهد الانتخابى للمرة الأولى»، وتبادل الجميع النظرات عندما ظهرت صورة وضعها الموقع لمبارك بنظارة شمسية وسرير طبى داخل قفص الاتهام فى المحكمة.
بضغطة سريعة تابعت نجلاء جولتها وقالت «شعب مصر يضع أولى خطواته على طريق الحرية والديمقراطية ولن يتنازل عنها، التقرير اللى نشراه الجريدة بيقول كده»، وبصوت عال قرأت «لأن حركة التاريخ تسير وفق مؤثرات منطقية وخطوط انسيابية، ولأن الشواهد فى تاريخنا الحديث أثبتت تطلع الشعوب إلى فضاء الحرية وحقها فى الحياة بجدارة حتى لو مقابل تضحيات كبرى، فإن ما حدث على أرض مصر وما يحدث الآن من انتخاب حر لرئيس يأتى عبر صناديق الاقتراع يسير وفق هذا التدرج»، ونجحت نجلاء فى لفت أنظار الناخبات الواقفات معها فى الطابور.
«شوفى موقع تانى كده»، بدأ التفاعل بين نجلاء والسيدات فى طابور اللجنة 19، فانطلقت نحو صحيفة «العرب» القطرية، التى وضعت فى افتتاحيتها صورة لناخبة مصرية تضع صوتها فى صندوق الانتخاب وعلقت قائلة «من يشاهد تلك الطوابير التى اصطفت طويلا أمام مراكز الاقتراع يدرك أن الشعب الذى خرج بواحدة من أعظم ثورات التاريخ مصمم على إكمال طريق الثورة بالمشاركة الشعبية رغم كل ما واجهها ويواجهها من مشاكل وعقبات».
وعادت نجلاء لتقرأ بصوت عال ونبرة فخر وحماس «هذا الشعب التواق إلى ممارسة حريته وحقه الانتخابى ثروة مهمة لكل القوى السياسية المصرية الوطنية التى تبحث عن غد أفضل لمصر، فشعب ينزل ليحمى بنفسه دوائره الرسمية فى يوم الانتخابات بسبب انشغال القوات المسلحة والشرطة بحماية المراكز الانتخابية، أقل ما يقال عنه إنه شعب رائع ومثالى».
أما فى بلد المليون شهيد كما أشارت نجلاء للجزائر، «المصريون يدهشون العالم للمرة الثالثة بعد الثورة، ده عنوان النهار الجديد، وجورنال الخبر كتب الجملة اللى كل الناس فى مصر بتقولها، ربنا يولى من يصلح».
«الصحافة الأجنبية كمان تابعت اللى بيحصل فى مصر بشغف»، قالتها نجلاء وهى تكتب على صفحة جوجل موقع صحيفة واشنطن تايمز الأمريكى، وقرأت بضيق «مصر تقفز نحو المجهول بعد 6 عقود من الحكم العسكرى، ليه بيقولوا نحو المجهول؟»، وبنظرة سريعة على المحتوى الذى نقلته الجريدة عن وكالة أسوشيتد برس الأمريكية للأنباء، علقت «قصدهم ان النتيجة هتكون فارقة، وان الرئيس الفائز هيكون له تأثير كبير على مسار الثورة».
على موقع صحيفة «جارديان» البريطانية، كان التلميح بالخوف من صعود رئيس إسلامى إلى كرسى الحكم، وبدت علامات التذمر على وجوه بعض السيدات عندما قرأت نجلاء تعبير الجارديان «لو انتخبت مصر رئيسا إسلاميا، سيكون ذلك واحدا من أكبر الزلازل التى صاحبت الربيع العربى».
وحاولت نجلاء تصحيح الموقف عندما قالت «رغم كده الجورنال وصف أبو الفتوح بأنه يتمتع بجاذبية مختلفة».
انتهت الجولة الاخبارية لنجلاء عندما سمعت صوت الضابط يقول «عاوز 5 من لجنة 19» وكان الدور عليها، أغلقت المواقع والجهاز الصغير، ثم عادت بإصبع مغموس فى الحبر الفسفورى لتهتف بفرحة «تحيا مصر».