ضم مهرجان كان هذا العام فى مسابقته «نظرة ما» فيلم «خيول الله» للمخرج المغربى نبيل عيوش الذى يعيش فرحته الأولى بحضور المهرجان السينمائى الكبير، ويحكى الفيلم عن هجمات الإرهابيين التى وقعت فى الدارالبيضاء فى مايو 2003، حيث صدم عيوش بعد أن علم بأن من قام بهذه الهجمات هم أطفال من حى فقير وأراد أن يظهر أن هؤلاء الأطفال الإرهابيين هم أيضا ضحايا مجتمع وليسوا مجرمين بالفطرة. وفى البداية صرح عيوش عن اشتراكه فى المهرجان ومسابقة نظرة ما قائلا «إن اشتراكى فى المهرجان يعنى لى الكثير، فهو دليل على أن السينما اصبحت مفتوحة على الهويات والخصوصيات المختلفة، اشعر بالفخر لرؤية فيلمى وهو يمثل المغرب فى هذا التجمع السينمائى العالمى الكبير خاصة أنه ينافس على جائزة قسم نظرة ما أى ضمن المسابقات الرسمية، والسينما بالنسبة لى هى التى تسمح لى بالتعبير عن نفسى والايمان بالناس».
وتحدث عيوش عن قصة «خيول الله» كاشفا تفاصيل العمل «الفيلم يدور حول اسرة بها ثلاثة ابناء يعيشون فى حى سيدى مومن فى الدارالبيضاء فالام تحاول تربية الابناء وتقود الاسرة قدر استطاعتها بشكل جيد، اما الأب فيعانى من الاكتئاب والابن الاول «ياسين» عمره عشر سنوات والثانى فى الجيش والثالث «حامد» هو زعيم فى الحى وحامى اخيه الصغير على الرغم من ان عمره لم يتخط الثالثة عشرة، وعندما يرسل حامد إلى السجن، يعمل ياسين ويتنقل من وظيفة لأخرى ليتخلص من حالة البؤس والفقر ومن اجل الهروب من المخدرات والعنف المحطين به، وعندما يخرج حامد من السجن ينضم إلى إحدى الجماعات الإسلامية المتعصبة ويطلب من اصدقائه واخيه الاشتراك معه والانضمام للاخوة ليبدأ الإمام أبوزبير إعدادهم بدنيا وعقليا ليقوموا بالعمليات الانتحارية الإرهابية مؤكدا لهم انه تم اختيارهم ليصبحوا شهداء «ويوضح عيوش ان هدف الفيلم هو معرفة حقيقة تجنيد هؤلاء الأطفال وأسبابه «يركز الفيلم على ظاهرة الإرهاب وتفجيرات الدارالبيضاء من اجل الكشف عن حقيقة هؤلاء الارهابيين او من يطلق عليهم ذلك ويوضح أن الإسلاميين المتطرفين يحثونهم على ارتكاب الجرائم الإرهابية تحت شعارات مزيفة، كما ان الفيلم يفتح ملف دوافع الإرهاب التى تتسبب فى وقوع الكوارث والمذابح فى العالم، فهؤلاء هم ضحايا لحياة فوضوية من مخدرات وبطالة وعنف ويأس وغيرها من الأسباب التى تدفع الكثيرين إلى اللجوء إلى الطرق المظلمة».
وأشار عيوش إلى نوعية الأفلام التى يفضلها قائلا: «أفضل أفلام كلينت ايستوود وأفلام شابلن، فهم عمالقة وهم أيضا الآباء المؤسسون، استطاعوا أن يجلبوا البعد السياسى إلى السينما بدون فرض رؤيتهم عليه وهو شكل رائع للعمل السينمائى».
ويذكر أن نبيل عيوش ولد فى باريس ووالده مغربى وامه التونسية يهودية، وعيوش ليس مخرجا فقط وإنما هو كاتب سيناريو ايضا، وأشار الموقع الإلكترونى لمهرجان كان أن فكرة فيلم عيوش هى قريبة الشبه بفكرة فيلم يسرى نصر الله «بعد الموقعة» لأنه يسلك نفس النهج حيث يظهر أن من قاموا بموقعة الجمل هم أيضا ضحايا وليسوا مجرمين بالفطرة وانما ضحايا نظام ومجتمع فاسد.