صحح لى يوسف شريف رزق الله، وهو من زملاء وأصدقاء العمر الأعزاء، ما جاء فى «صوت وصورة» يوم الأربعاء الماضى بخصوص فيلم «على زاوا» إخراج نبيل عيوش، وأنه لم يكن أول أفلامه الطويلة كما جاء فى ذلك المقال، وإنما فيلمه الطويل الثانى. والواقع أننى كنت أقصد أن «على زاوا» كان أول فيلم شاهدته لفنان السينما المغربى، وليس أول فيلم يخرجه، ولكن حدث خطأ فى التعبير. ولد نبيل عيوش فى باريس عام 1969 من أب مغربى مسلم من فاس وأم يهودية من تونس، ولذلك فهو يحمل الجنسية المغربية والفرنسية معًا، ويعبر بأصوله وموقع مولده عن التعددية الثقافية التى تتميز بها فرنسا ويتميز بها المغرب فى نفس الوقت، وقد أخرج عيوش أول أفلامه وهو فى الثالثة والعشرين من عمره، وعنوانه «الأحجار الزرقاء فى الصحراء» عام 1992، ثم أخرج بعد ذلك فيلمين قصيرين آخرين: «اتصالات أثيرية» 1993 و»بائع الصمت» 1995. وفى عام 1997 أخرج فيلمه الطويل الأول «أطلال» على شريط مقاس 16 مللى، ثم فيلمه الطويل الثانى «مكتوب» على شريط مقاس 35 مللى، والذى كان اكتشاف مهرجان القاهرة 1997 حيث فاز بجائزة نجيب محفوظ للفيلم الطويل الأول أو الثانى، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأحسن فيلم عربى. كما فاز فيلمه الطويل الثالث «على زاوا» بأربع جوائز فى مهرجان الإسكندرية عام 2001. ويذكر نبيل عيوش دائمًا أن أول جائزة فاز بها فى حياته كانت من مصر، وكانت تحمل اسم أديب العربية المصرى الكبير نجيب محفوظ، وفى رسالته إلى فاروق حسنى وزير الثقافة احتجاجًا على منع عرض فيلمه «كل ما تريده لولا» فى افتتاح مهرجان الإسكندرية هذا العام، قال إنه إنما أراد من الفيلم أن يعبر عن حبه وامتنانه لمصر الثقافة والسينما والحضارة والفن والجمال. وقد اتصل بى أكثر من قارئ يتساءل هل هناك علاقة بين منع الفيلم من العرض فى افتتاح مهرجان الإسكندرية وفوزه بالجائزة الكبرى فى المهرجان الوطنى للأفلام المغربية حيث رأست لجنة التحكيم. وكانت إجابتى من شقين: إن رئاسة اللجنة لا تعنى أن الجوائز تعبر عن وجهة نظر رئيس اللجنة وحده، فهناك أعضاء آخرون، وإنما تعنى أنه يوافق عليها. وأنها محض صدفة أن يكون موقفى ضد منع الفيلم فى افتتاح مهرجان الإسكندرية، وبعد شهور قليلة أكون رئيسًا للجنة تحكيم تمنحه الجائزة الكبرى. عند إعلان الجائزة تساءلت مذيعة الحفل عن مفارقة أن يمنع الفيلم فى مصر، وتمنحه الجائزة الكبرى لجنة يرأسها ناقد سينمائى مصرى، ولم يكن هناك مفر من التعليق على المسرح بأن الفيلم لم يمنع فى مصر، وإنما منعه رئيس مهرجان الإسكندرية وحده، وأننى ناقد سينمائى مصرى، ووجودى على رأس اللجنة يتعلق بالمهنة قبل الجنسية. [email protected]