فى أعقاب «الفوضى العارمة»، التى أحدثها أنصار مرتضى منصور، خلال جلسة محاكمته وباقى المتهمين فى القضية المعروفة إعلاميا ب«موقعة الجمل»، أمس الأول، شهدت جلسة المحاكمة أمس، إجراءات مشددة، وذلك أثناء استماع هيئة المحكمة برئاسة المستشار مصطفى حسن عبدالله لشهود النفى عن المتهمين رجب هلال حميدة وطلعت القواس. وقررت التأجيل لجلسة اليوم الثلاثاء للاستماع لشهود النفى عن المتهمين سعيد عبدالخالق ومحمد عودة. وبناء على تعليمات رئيس المحكمة، منعت الأجهزة الأمنية دخول محامين الدفاع والمدعين بالحق المدنى، وأفراد من وسائل الإعلام وأهالى المتهمين والضحايا، إلا بعد الحصول على تصريح، وذلك فى محاولة من المحكمة لإنهاء حالة الفوضى التى شهدتها الجلسات السابقة، رغم غياب أنصار مرتضى منصور.
وقدمت النيابة فى بداية الجلسة
صورة طبق الأصل للمحضر رقم 2666 إدارى العجوزة المبين فيه أمر ضبط وإحضار مرتضى منصور، ونجله، ونجل شقيقته، واستلمت المحكمة أيضا أسطوانة تتضمن ترجمة مقطع الفيديو الذى يتحدث فية إبراهيم كامل لقناة CBS الأجنبية يوم 2 فبراير لسنة 2011.
كما تقدمت هيئة الدفاع عن المتهم صفوت الشريف باسطوانتين مدمجتين خاصتين بموكله، وطلب من المحكمة تحديد جلسة لمشاهدة تلك الأقراص المدمجة.
وفى أجواء هادئة، استمعت المحكمة لشاهد النفى الأول عبدالله محمد، إمام مسجد الرحمن بالتحرير، الذى أكد أن رجب حميدة كان دائما ما يقدم المساعدات للمسجد، والذى كان أثناء الثورة عبارة عن مستشفى ميدانى للمصابين من جراء الاحداث، وكان حميدة دائما يقدم الرعاية الطبية والمساعدات للمصابين».
بينما أكد شاهد النفى الثانى علاء أبوبكر، طبيب أسنان، أن رجب حميدة «كان يوزع مساعدات لفقراء الحى، وفى يوم 2 فبراير 2011، رأىت بعض المشادات بين متظاهرين مؤيدين للرئيس السابق والبعض الاخر من المناهضين له، وتدخل رجب حميدة، لفض المشاجرة، ونصحهم بأن يعبروا عن آرائهم بسلمية لأنهم جميعا مصريون، وبعد ذلك توجه مع حميدة وبعض أهالى عابدين إلى ميدان التحرير، فوجدوا حالة من الفوضى والمشاجرات فى الميدان، فقرر حميدة العودة إلى عابدين، وفى أثناء عودتهم رأى مجموعة من الاهالى يمتطون الخيول والجمال يهاجمون ميدان التحرير».
وعندما اكتفت المحكمة بسماع شاهدى نفى فقط عن المتهم رجب هلال حميدة صرخ الأخير من داخل القفص مطالبا بسماع الشاهد الثالث، عماد عبدالغفار، وقال :«الشاهد ده هو اللى صحانى يوم 2 فبراير من النوم الظهر.. أقسم بالله أن هؤلاء الشهود لا يقولون إلا الصدق»، وبعد ضغوط حميدة استدعت المحكمة الشاهد.
وقال شاهد النفى الثالث عماد عبدالغفار إن الشيخ رجب «كان يتمتع بسمعة طيبة بين أهالى دائرته، وفى يوم 2 فبراير حوالى الساعة 12 ظهرا، حاولت الاتصال برجب حميدة عدة مرات حتى رد عليه وكان لايزال نائما، ثم التقىت به وذهبنا معا إلى مكتبه، قبل توجهنا إلى ميدان التحرير، وبعد أن رأينا الاشتباكات بين المتظاهرين، قررنا العودة، وأثناء ذلك تحدث حميدة مع بعض الصحفيين وأجرى مداخلة مع قناة أون تى فى».
وخلال الجلسة، قال رجب هلال حميدة من داخل القفص: صوته فى الانتخابات الرئاسية المقبلة سأمنحه لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين صوتى لمشروع النهضة الذى يتبناه محمد مرسى.
كما استمعت المحكمة إلى يحيى حسين السكرى، مدير مالى بالمقاولون العرب، شاهد النفى عن المتهم طلعت القواس، والذى قال: «فى 2 فبراير توجهت مع طلعت القواس إلى مكتبه، وتابعنا معا أحداث الثورة على شاشة التليفزيون»، وأكد الشاهد «وجود خصومة سياسية بين ابراهيم متولى مقدم البلاغ وآخرين ضد القواس، ولكنى لا أعرفهم شخصيا»، نافيا «تحريض القواس على قتل المتظاهرين، أو دفع أى أموال لاستئجار بلطجية للتعدى على متظاهرى ميدان التحرير».
وقالت شاهدة النفى الثانية للقواس داليا على ناصر، إن ابنها كان يعانى من ضعف فى عصب الاذن، فحضر إليها إبراهيم متولى، مقدم البلاغ ضد القواس وطلب منها «التوقيع على كشف لمعالجة ابنها على نفقة الدولة، ثم فوجئت أن الورقة التى وقعت عليها تم بموجبها تقديمها بلاغ ضد القواس». ونفت الشاهدة «توزيع القواس أموال على أهالى عابدين للمشاركة فى المظاهرات»، واصفة إياه بأنه «رجل خير ويقدم الكثير لأهالى دائرته». ورفضت المحكمة أسئلة المدعين بالحق المدنى عندما اتهموا الشاهدة بمجاملة القواس على معالجته لابنها على نفقة الدولة.