«رؤية» هو عنوان المعرض الفوتوغرافى للفنان أسامة بشرى الذى استضافته قاعة الهناجر بأرض الأوبرا، وضم المعرض 80 عملا فنيا تتناول عدة موضوعات مثل الصحارى، ووادى النيل، وآثار مصر القديمة، والبورتريه والمراكب الشراعية فى النيل، ولقطات فنية حرة يبرز فيها الفنان التكوين التجريدى. أراد الفنان أن يعبر فى أول معارضه عن الثراء الهائل الذى تحمله مصر اليوم ما بين التاريخ القديم والمعاصر، وهو الذى وقع فى هوى الصندوق الأسود منذ أن بدأ عمله كمرشد سياحى منذ 15 عاما ولم يكف عن الترحال فى عالم مصر القديمة، حيث يقول بشرى: «الفكرة الرئيسية لهذا المعرض هى أن مصر من وجهة النظر الفنية تستوعب المئات، بل الآلاف من الرؤى الفنية والتصوير الفوتوغرافى يستطيع أن يبرز بعض مناطق القوة التعبيرية فى الفن المصرى القديم».
يلتقط بشرى صورا للوجوه المصرية ذات الملامح المصرية الصرفة والمنحوتة كما لو كانت نسخة من الأيقونات على المعابد القديمة، ولا يدخر وسعا ليقوم بالتجريب مستمتعا بالتصوير هنا وهناك لقطع الحديد الصدئة، وبقايا الدهانات القديمة وتلك التى تأثرت بعوامل التعرية لتخرج لوحات تغلب عليها روح التجريد تؤثر بتناقضاتها على المتلقى دون أن يعى سر التكوين.
وأما حين يصور الآثار المصرية القديمة، فهو لا يتبنى النظرة السياحية التى قد تفرضها طبيعة عمله كمرشد، لكنها على العكس نظرة متأملة تبتعد عن التقليدية وتحاول أن تستنطق من خلال زاوية اللقطة وانعكاسات الشمس على القطعة الأثرية جوهر الشخصية التاريخية، مثلما فعل فى لوحة الإله آمون فى الكرنك الذى يبدو من زاوية العدسة كما لو كان متضرعا إلى السماء، أو فى لوحة إيزيس التى تبدو تحت تأثير انعكاس الشمس على ملامح وجهها كما لو كانت تتبسم، وتبارك بحركة من يدها القادم إليها.
يعبر أسامة بشرى عن ولعه بالتقاط صور مصر القديمة التى تبلغ 20 لوحة فى المعرض بلغة شعرية قائلا: «لطالما سحرتنى التماثيل المصرية القديمة، لطالما جذبتنى تلك النظرات العميقة المتجهة الى عالم اللانهائية! إنها عبقرية المصرى القديم، جعلنا نظن أنه يبجل الموت ومشغول به، وفى الواقع كان المصرى يحدثنا عن السر الأعظم.. الحياة!»