حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما زعيمي السودان وجنوب السودان اليوم السبت على وقف القتال بين بلديهما والبدء في مفاوضات لتسوية الخلافات بينهما قائلا إن الفرصة لا تزال قائمة لتجنب الحرب. وفي رسالة مسجلة موجهة للزعيمين سعى أوباما إلى الحيلولة دون تصعيد الأعمال الحربية على الحدود بين البلدين التي أدت الى تصاعد حدة التوتر الى أعلى مستوى منذ استقلال جنوب السودان في يوليو الماضي واستحواذه على معظم احتياطيات النفط المعروفة في السودان. وقال أوباما "لا تزال أمامكما فرصة لتجنب الانزلاق إلى الحرب من جديد التي لن تؤدي في الحقيقة إلى شيء سوى المزيد من المعاناة والمزيد من اللاجئين والمزيد من القتلى." وطالب السودان بوقف الأعمال العسكرية ضد الجنوب بما في ذلك القصف الجوي وقال إنه يتعين على جنوب السودان إنهاء دعمه للجماعات المسلحة داخل السودان وأن يوقف أيضا العمليات العسكرية عبر الحدود.
واتهم جنوب السودان الجيش السوداني بقصف قواته اثناء انسحابها اليوم السبت من منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها مما يضعف الآمال في أي تسوية وشيكة بين البلدين. وسيطر جنوب السودان على المنطقة الأسبوع الماضي مما أثار مخاوف من حرب شاملة مع السوان لكنه أعلن أمس الجمعة أنه بدأ في سحب قواته من المنطقة بعد أن تعرض لانتقادات عنيفة من بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة.
وقال فيليب أقوير المتحدث باسم القوات المسلحة لجنوب السودان لرويترز "قصفت القوات المسلحة السودانية مواقعنا الليلة الماضية وصباح اليوم (بطائرات) أنتونوف." وأضاف "الليلة الماضية كنا مسيطرين سيطرة كاملة على هجليج والآن أكملنا تقريبا انسحابنا المنظم." ولم يصدر تعليق على الفور من الجيش السوداني الذي أعلن أمس الجمعة أنه "حرر" هجليج بالقوة.
وسارع السودان إلى إعلان الانتصار قائلا إن قواته المسلحة "حررت" المنطقة بالقوة وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لمئات الأشخاص الذين احتشدوا في شوارع الخرطوم وهم يرددون الهتافات ويلوحون بالأعلام. وقال أوباما إنه يتعين على زعيمي السودان وجنوب السودان "التحلي بالشجاعة والعودة إلى طاولة التفاوض وحل هذه الخلافات حلا سلميا."