باقٍ 9 أيام بالتمام.. وزارة التموين تسابق الزمن لتطبيق (كوبونات البوتاجاز)

هانى ضاحى: الأزمة لن تنتهى مع استمرار الانفلات الأمنى والأخلاقى

تسابق وزارة التموين والتجارة الداخلية الزمن لاستكمال الاستعدادات الخاصة ببدء تطبيق النظام الجديد لتوزيع أسطوانات البوتاجاز عن طريق الكوبون والمقرر له بداية مايو المقبل أى بعد 9 أيام بالتمام والكمال، النظام الجديد كان قد تأجل لعدة مرات خلال العام الماضى قبل أن يوافق مجلس الوزراء مؤخرا على التطبيق بعد، ووفقا للنظام الجديد فمن حق كل أسرة مكونة من فرد إلى ثلاثة أفراد 3 أسطوانات بوتاجاز كل شهرين ترتفع إلى 4 أسطوانات للأسر الأكبر عددا بسعر 5 جنيهات للأسطوانة فيما يباع أية احتياجات زائدة بسعر 25 جنيها للأسطوانة.

وفى إطار المتابعة الميدانية لاستعداد المحافظات للتطبيق قام الدكتور جودة عبدالخالق وزير التموين والتجارة الداخلية بأولى زياراته للمحافظات بادئا بالجيزة وقال الوزير فى تصريحات خاصة ل«الشروق» إن الوزارة أعدت العدة لتطبيق النظام الجديد منذ شهرين بالتنسيق مع التنمية المحلية والإدارية مؤكدا أن التطبيق سيتم فى جميع المحافظات ال27 دفعة واحدة وقد تم مراجعة خطط التنفيذ مع مديريات التموين بالمحافظات.


أصحاب المصالح

«نتوقع مقاومة شديدة من أصحاب المصالح لكن لا تراجع عن هذا النظام» بحسب عبدالخالق الذى يقول: إن الواقع الحالى لتداول أنابيب البوتاجاز التى تمثل أحد السلع الأساسية التى تتعلق بحياة الناس معقد وعشوائى وكان لابد من تنظيمه بهدف تمكين المواطن من الحصول على حقه بطريقة كريمة ولائقة إلى جانب القضاء على حلقات التداول غير الشرعية وتوصيل الدعم لمستحقيه، مشيرا إلى أن نظام الكوبون سوف يوفر على الدولة ما يتراوح بين 3 و4 مليارات جنيه كانت تذهب لأصحاب المصالح والمهربين.

ووفقا لعبدالخالق فكل أصحاب البطاقات التموينية سوف يحصلون على كوبون البوتاجاز باستثناء من لديهم خدمة الغاز الطبيعى أما من لا يملكون بطاقات تموينية من المستحقين فقد تم فتح باب تسجيل الأسماء فى عدد من المناطق وسيتم استكمال عملية الحصر والتسجيل بالتدريج.


الناس مرحبة

«الناس مرحبة بالنظام الجديد بعدما عانت الأمرّين من النظام الحالى بحسب «عبدالخالق» الذى يتوقع للتجربة النجاح رغم ما قد يواجهه من عوائق وحول مدى كفاية الحصة المحددة من الأسطوانات لاحتياجات الأسر قال وزير التموين إن الحصة محددة وفقا لدراسات خاصة بالاحتياجات مشيرا إلى أن الأسطوانات المتداولة حاليا لا تلتزم بالوزن المحدد لها وهو 12,5 كيلو فهى تتراوح بين 8 و10 كيلو فيما سيتم مواجهة ذلك من خلال تطبيق نظام خاص يوصلنا إلى مصدر أى اسطوانة غير مطابق للوزن المحدد من خلال وضع رقم كودى على كل أسطوانة يدلنا على المستودع الذى تم التعبئة فيه.

رغم عدم تفاؤله بانتهاء أزمة البوتاجاز بتطبيق نظام التوزيع الجديد إلا أن المهندس هانى ضاحى رئيس الهيئة العامة للبترول يراه أفضل من الواقع الحالى، وقال ضاحى «طول ما فيه انفلات أمنى وأخلاقى الناس هتسرق وتهرب وهيكون فيه أزمات».

«دورنا توفير البوتاجاز الذى يكفى الاحتياجات ودور وزارة التموين هو التوزيع وفقا للضوابط المحددة» يقول ضاحى مشيرا إلى أن المستودعات ستقوم بالتعبئة ثم تسليم الأسطوانات لمناطق التوزيع تحت سيطرة التموين أما الأسطوانات التى تباع خارج نظام الكوبون فسوف تباع بسعر 25 جنيها وهى لاتمثل شيئا مقارنة بتكلفة الأسطوانة التى تصل إلى 70 جنيها إلا أن هذا السعر سيعوض جزئيا التكلفة ويوفر جانبا من الدعم الموجه للبوتاجاز الذى يصل إلى 20 مليار جنيه خاصة فى ظل الظروف الحالية التى أدت إلى تراجع كبير فى احتياطى النقد الأجنبى.

مزارع الدواجن كانت سببا إضافيا فى أزمة البواتاجاز لمزاحمتها المواطنين من خلال استخدام الأسطوانات المنزلية وبعد تطبيق النظام الجديد ووفقا لرئيس هيئة البترول يتم حاليا حصر جميع هذه المزارع وتحديد احتياجاتها وسوف يتم تخصيص أسطوانات كبيرة لها زنة 25 كيلو جراما وسوف تباع بسعر 50 جنيها، وعلى العكس مما يرى وزير التموين بأن نظام الكوبون سيحد كثيرا من التجارة غير المشروعة فى أسطوانات البوتاجاز يقول «ضاحى» متحدثا عن سوق الأسطوانات خارج نظام الكوبون «طالما أن السلعة لها سعران وطالما هناك انفلات ستظل هناك ممارسات غير مشروعة» مطالبا بتغليظ العقوبات.


آلية للتوصيل

وفى محافظة الجيزة قام نحو 60 مكتبا تابعا لمديرية تموين الجيزة بتلقى إقرارات أصحاب البطاقات التموينية وغيرهم ممن لا يملكون بطاقات للحصول على حصصهم من الكوبونات مع تحديد المستودعات التى يصرفون منها، وبحسب هانى حافظ مدير حماية المستهلك بمديرية تموين الجيزة فإنه تم الانتهاء من تسجيل وصرف كوبونات لنحو 70% من المستحقين بالمحافظة.

ويرى حافظ أن عدم وجود آلية لتوصيل أسطوانات البوتاجاز للمستهلك ستؤدى إلى استمرار المشكلة بصورتها الحالية «مفيش فرق ادفع فلوس للمستودع أو اعطيه كوبون» فالزحام سيظل كما هو وفقا لحافظ الذى يقترح عمل مشروع لتوصيل الأسطوانات من خلال الاستعانة بشباب الخريجين.

فى الشرقية يؤكد فوزى المصرى رئيس جمعية الشرقية لحماية المستهلك أن الجمعية سوف تراقب تطبيق النظام الجديد بالتنسيق مع مديرية التموين والغرفة التجارية التى أرسلت للجمعية قائمة بالمستودعات وطالب فوزى بضرورة تحديد مواعيد ثابتة لتسليم الأسطوانات فى منافذ التوزيع إلى جانب توفير آلية للتوصيل نظير قيمة مناسبة.