تنظم الهيئة المصرية العامة للكتاب غدا الأحد ندوة عن مجلة "فصول" التي أعادت الهيئة إصدارها في حلة جديدة بعد فترة من التوقف. الندوة بعنوان "فصول.. من النقد الأدبي إلى النقد الثقافي" ، ويشارك فيها الدكتور محمد بدوى رئيس تحرير فصول ، والدكتور محمد حافظ دياب، وسعد هجرس، ويدير الندوة نبيل عبد الفتاح.
وفي العدد الجديد من فصول، وتحت عنوان "من النقد الأدبي إلى النقد الثقافي"، كتب الدكتور حسن حنفي بانوراما لتاريخ النقد منذ كان على أساس البلاغة والأسلوب قديما مع العصر الجاهلي ، ومرورا بنظرية النظم التي صاغها عبد القاهر الجرجاني، وظهور النقد الحديث، الذي اعتمد الجانب الاجتماعي، وحتى ظهور الجيل الرابع الذي اعتمد النص الثقافي ككل يشمل النص الأدبي.
ورصد حنفي، في هذا السياق، تحول الصورة إلى القضية، والبلاغة إلى الاجتماع، والنخبة إلى الجمهور، ومن الجامعة إلى الصحافة، ومن العلم إلى الإعلام، ورأى أن النقد الثقافي هو الأعم من النقد السياسي، على اعتبار أنه تحليل التصورات للعالم أي الثقافة السياسية التي تقوم عليها الممارسة.
وانطلق النقاد والمفكرون، في عدد فصول الجديد، وفق هذا التصور، للحديث عن الثورة المصرية، فقد تحدث نبيل عبد الفتاح عن مجازات الافتراضي والفعلي في الثورة، كما قرأ سعيد الوكيل خطاب التظاهر ومنحه تحليلات ثقافية متنوعة، وكتب أيضا أشرف الشريف ألتراس : المجد لنظرية البهجة .
وفي الجزء الثاني من تحليل الثورة، بوصفها نصا ثقافيا مغريا للتأمل، تحاول بسمة عبد العزيز أن تذهب بالحراك الثوري إلى عمقه الاجتماعي في نصها "السلطة الأبوية في حياة المصريين"، بينما يكتب محمد نور فرحات عن "الدين والدستور في مصر" .
ويساءل الدكتور محمد حافظ دياب الخطاب السلفي، مستشهدا بنموذج من خطاب أبي إسحاق الحويني ، الذي يرصد فيه عدة خصائص، أولها أنه يقترب من تقليد المدونة الإسلامية القديمة باستدعائه للقرآن والحديث بين مصادر استشهاده وإن انتقد عليه التعامل مع النصوص الدينية دون التزام تراتبها .
ويضيف أن ثاني هذه الخصائص هي لجوء الحويني إلى السردية كملمح أساسي في كتابته عبر الإقامة في أسلوب الحكي القديم، وثالثها علو نبرة السجال مع لذة في الاستشهاد والاستعراض.
كما يشمل عدد فصول الجديد مجموعة من مقالات وأعمال عدد من الكتاب والمثقفين تتعلق بالثورة ، ومن بينهم أشرف الصباغ والطاهر الشرقاوي وطلعت رضوان، ويشمل أيضا احتفاء بذكرى نجيب محفوظ .