لابد من تحرك عاجل وعلى أوسع نطاق لعزل الشيخ على جمعة من منصبه ك«مفتى» للجمهورية حتى يكون عبرة لغيره الذين يريدون الانزلاق فى حفرة التطبيع النجسة. ولابد ايضا من محاسبة الذين سمحوا له وأعطوه الإذن التليفونى بالسفر الى القدسالمحتلة.
هل كنا «ناقصين» مشاكل فى الداخل حتى يأتى هذا الشيخ ويجعلنا «فرجة» مع الصهاينة؟.
ما حدث يوم الاربعاء مصيبة كبرى علينا التصدى لها بكل الوسائل حتى لا نفاجأ غدا بشيخ الازهر فى القدس وبعدها «تكر السبحة» لنجد كل هيئاتنا ونقاباتنا وجمعياتنا الشعبية تزور القدس وهى تحت الاحتلال.
على جمعة ذهب الى القدس بحجة افتتاح وقف كرسى الامام الغزالى للدراسات الاسلامية بالمدينة ولو كانت هذه حجة منطقية فهناك كل يوم مناسبة مماثلة وبالتالى يمكن لأى شخص ان يتحجج ويطبع مع القتلة المحتلين.
الجدل حول التطبيع بدأ مع زيارة السادات المشئومة للقدس فى نوفمير 1977 لكن كل مصر الشعبية وبعدها العالم العربى حسمت الجدل وقررت مقاطعة اسرائيل وبالتالى فإن تكرار القول بأن مثل هذه الزيارات تساعد الفلسطينيين على الصمود هى تكرار لنفس «التنطع» القديم.
مثل ذلك ايضا ما قاله بعض مستشارى الشيخ بأن الزيارة تعد من باب القيام بالواجب تجاه المسجد الاقصى!
ولمثل هؤلاء المتنطعين نقول لهم ان الواجب هو ان يمارس المفتى عمله الطبيعى ويفتى بأن تقوم الحكومات العربية بمقاطعة الكيان الصهيونى وان تساعد المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح وليس محاصرتها كما هو حادث الآن.
الواجب يا شيخ جمعة ان تفتى فى شرعية الحكومات والعروش التى ارتمت فى احضان امريكا وبالتالى اسرائيل على حساب الاقصى المحتل منذ عام 1967.
ولا نعرف على من يضحك الدكتور ابراهيم نجم مستشار جمعة حينما يقول ان الزيارة تمت تحت الاشراف الاردنى الكامل بعيدا عن الاحتلال؟!.
اى سلطات اردنية يا دكتور؟! ألا تعلم ان الرئيس الفلسطينى محمود عباس كما يقول بنفسه لا يستطيع ان ينتقل من مقره فى رام الله الى مدينة طولكرم المجاورة من دون اذن اسرائيلى؟.
القضية ليست الاوراق او الاختام على جوازات السفر.. هذا هزل فى موضع الجد.
القضية انه عندما تدخل من اى معبر فإن جندى الاحتلال هو الذى يسمح لك بذلك وهو نفسه الذى يقتل اشقاءك الفلسطينيين كل يوم.!!
ألم تسمع يا فضيلة الشيخ انه فى اللحظة التى كنت تصلى فيها ركعتين بالمسجد الاقصى كان هناك 1200 سجين فلسطينى يضربون عن الطعام بسبب التعذيب اليومى المستمر ضدهم منذ سنوات؟
ألم تسمع عن الشهداء الذين يتساقطون يوميا بالأباتشى الامريكية فى غزة؟.
السؤال من الذى سمح للمفتى بالسفر ولماذا فى هذا التوقيت بالذات بعد ايام قليلة من ذهاب مئات المسيحيين للحج الى كنيسة القيامة فى بيت لحم عقب رحيل البابا شنودة الثالث رحمه الله صاحب الموقف الوطنى المحترم الرافض للتطبيع؟.
ردود الفعل على هذه الزيارة «الفضيحة» تؤكد ان المناعة الوطنية ضد فيروس التطبيع مع الصهاينة لا تزال عفية وبخير.
المطلوب مواصلة الضغط على «جمعة» ومحاسبته وعزله.
فضيحة جمعة ليست فردية.. حاولوا ان تضعوها فى الاطار العام.. سوف تجدونها جزءا من محاولة تهيئة مشهد عام كامل وربما ايضا «تسديد فواتير».
النصيحة الى كل القوى الوطنية: انتبهوا.. النضال فى الداخل من اجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لن يكتمل دون النضال ضد الكيان الصهيونى على حدودنا الشرقية والأهم هو عملاؤه الموجودون بيننا.