دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الأربعاء السودان وجنوب السودان إلى سحب القوات العسكرية والشرطة من إقليم أبيي المتنازع عليه وسط مخاوف دولية من أن تتحول الاشتباكات الحدودية المتكررة بين البلدين إلى حرب. ويتنازع السودان وجنوب السودان السيادة على إقليم أبيي وهو منطقة حدودية غنية بأراضي الرعي الخصبة سيطرت عليها الخرطوم في مايو من العام الماضي مما تسبب في فرار عشرات الآلاف من المدنيين بعد هجوم جنوبي على قافلة للجيش.
وقال بان في تقرير لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن الموقف في أبيي على مدار الشهرين الماضيين "استمرار وجود قوات الأمن غير المسموح لها في منطقة أبيي يتناقض أساسا مع روح الحوار البناء والتفاهم"، قائلا في تقريره "أود مرة أخرى أن ادعو حكومة السودان وحكومة جنوب السودان إلى سحب قواتهما المسلحة وشرطتهما من منطقة أبيي".
وانفصل جنوب السودان عن السودان في يوليو بعد 6 أشهر من استفتاء اتفق عليه في إطار معاهدة السلام الشامل عام 2005 والتي أنهت عقودا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب التي راح ضحيتها أكثر من مليوني شخص.
وكان استفتاء مثل هذا مقررا لأبيي لكنه لم يجر حيث لم يتفق الجانبان على من يكون له حق المشاركة في الاستفتاء.
ويوجد في أبيي 3800 جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بعد أن سمح مجلس الأمن الدولي بنشرهم في يونيو من العام الماضي.
وتعقد الموقف الأمني الهش في أبيي خلال الشهرين الماضيين بهجرة أكثر من 110 آلاف شخص من قبيلة المسيرية العربية ومعهم أكثر من مليوني بقرة و 112 الف من رؤوس الأغنام والماعز.
وقال بان ان عدم القدرة على الوصول إلى مصادر المياه والمراعي ادى إلى التوتر بين الرعاة وشرطة جنوب السودان وعلى صعيد منفصل بين الرعاة العرب وأهالي الدينكا العائدين لكن الاشتباكات اسفرت عن مقتل 11 بقرة تملكها المسيرية.
ويأتي تقرير بان بشأن أبيي وسط اشتباكات حدودية متزايدة بين السودان وجنوب السودان ادت بمجلس الامن الى اصدار بيان الاسبوع الماضي يعرب فيه عن قلقه ويحث الجانبين على وقف العمليات العسكرية. وتبادل السودان وجنوب السودان الاتهامات بشأن المسؤول عن بدء القتال.
وقال جنوب السودان ان السودان شن غارات جوية على بعض من حقول النفط الرئيسية لديه. ونفى السودان شن هذه الغارات لكنه قال ان قواته البرية هاجمت مواقع مدفعية جنوبية اطلقت النار على منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها.
ويسود التشكك وغياب الثقة العلاقة بين البلدين اللذين يتنازعان الحدود وكيفية سداد الجنوب لرسوم مرور نفطه عبر اراضي السودان. وقال محللون ان التوتر بين البلدين قد يتسع إلى حرب شاملة من شأنها ان تسبب الاضطراب في المنطقة التي تضم بعضا من الاقتصاديات الافريقية الصاعدة.