اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أمس السبت، أن موقف روسيا الحالي، -التي تعد الحليف الوثيق لدمشق- تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، قد تراجع كثيرًا عن موقفها السابق المؤيد له في مستهل اندلاع الثورة السورية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي- سيرجى لافروف، في وقت سابق من الشهر الجاري الذي نفى فيه قيام بلاده بدعوة الأسد إلى زيارة موسكو.
وتابعت الصحيفة، أن هذا التراجع الروسي ظهر جليًا في انتقاد لافروف للأسد، حيث اتهمه بالوقوع "في العديد من الأخطاء".
ودعت الصحيفة الأمريكية، موسكو لاستغلال تلك الفرصة لتصحيح مواقفها التي كانت تؤيد فيها دمشق، والتي اعتبرتها نقطة سوداء في تاريخ العلاقات الروسية مع دول الشرق الأوسط المعارضة للرئيس الأسد، مضيفة أنها ستكون أيضًا بمثابة ضربة موجعة لإيران التي تعد الحليف الإقليمي لسوريا.
ورأت "واشنطن بوست" أن روسيا - التي قدمت الدعم السياسي والعسكري لنظام الأسد - وسط تزايد حدة الانتقادات الدولية لها، لديها فرصة كبيرة للتوصل إلى اتفاق معه، من شأنه أن يمهد الطريق نحو التوصل لحل الأزمة في سوريا.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن هناك عدة خيارات لوقف إراقة الدماء في سوريا ومنها إجراء موسكو مفاوضات مع الأسد ومنحها حصانة له في أراضيها، أو إقناعه باللجوء إلى أي من الدول الصديقة، مشيرة إلى أن ذلك الحل يعد الأمثل.. وأكدت أن توجه عائلة الأسد إلى أي مكان خارج سوريا من شأنه أن يضع حدًا للمذابح الوحشية التي أودت بحياة أكثر من 9 آلاف مواطن سوري حتى وقتنا هذا.
وتابعت الصحيفة، أن تلك الإستراتيجية تعد شبيهة بتلك التي اتبعها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، حين ترك صنعاء لتلقي العلاج الطبي في الولاياتالمتحدة، مما مهد الطريق أمام انتخاب اليمنيين لرئيس توافقي للبلاد.
وأشارت الصحيفة إلى فشل المساعي الدولية لحل الأزمة السورية، لافتة إلى استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش النظامي وبين قوات المعارضة في عدد من المدن السورية، وذلك على الرغم من قبول دمشق رسميًا لخطة كوفي عنان- المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.