توالت الانسحابات من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور اعتراضا على ما وصفوه ب«تغييب عناصر الكفاءة والتوازن وتمثيل جميع التيارات السياسية وطوائف المجتمع فى الجمعية»، ليصل عدد المنسحبين إلى 11 من أعضاء مجلسى الشعب والشورى والشخصيات العامة، حتى مثول الجريدة للطبع. وعلى رأس المنسحبين من النواب أحمد سعيد، زياد بهاء الدين، عمرو حمزاوى، سعد عبود، إيهاب الخراط ومن الشخصيات العامة محمد أبوالغار، عبدالغفار شكر، مصطفى كامل السيد، سامح عاشور، أحمد حرارة، منى مكرم عبيد ونبيل زكى.
كما قرر النواب باسل عادل، عماد جاد، هانى سرى الدين، ووزير المالية السابق، حازم الببلاوى، الانسحاب من قائمة الأسماء الاحتياطية.
وبالرغم من استطلاعه لآراء ناخبيه والذى انتهى إلى تأييد 55% من المشاركين باستمراره فى عضوية الجمعية التأسيسية، مقابل 35% طالبوه بالانسحاب الفورى منها، قرر عمرو حمزاوى الانسحاب من تشكيل الجمعية.
وقال حمزاوى ل«الشروق»: «تشكيل الجمعية التأسيسية تم فى غياب معايير الكفاءة والتوزان فى تمثيل التيارات السياسية، وفى ظل هذا فإن ضميرى يملى عليا بالانسحاب»، مضيفا: «قضيت طوال أمس فى لقاءات مع أهالى دائرتى واستأذنتهم فى الانسحاب من تشكيل الجمعية».
وتابع حمزاوى: «قررت الانسحاب لأننى لا أملك أن أخالف ضميرى وتقديرى لمصلحة الوطن وهما يمليان على وبعد تفكير عميق القول بأنه فى ظل التشكيل الحالى لا يمكننى أن أقبل المشاركة فى عضوية الجمعية التأسيسية، مضيفا «أهدف من انسحابى تقويم اعوجاج خطير فى مسار المرحلة الراهنة وإعادة النظر كجماعة وطنية مصرية فى تشكيل جمعية تأسيسية بها من الكفاءة والتوزان ما يقارب بيننا وبين دستور نتمناه جميعا ويضمن الدولة المدنية الديمقراطية».
كما أكد عمرو الشوبكى، النائب المستقل فى مجلس الشعب أنه «يميل للانسحاب» من لجنة المائة، منوها بأنه سيعقد اجتماعا مع حملته الانتخابية غدا وسيتخذ قراره بشكل نهائى مع التشاور مع الحملة.
وقال الشوبكى ل«الشروق» إنه كان مع المشاركة فى وضع الدستور، والاختلاف أو الاتفاق مع مضامين الدستور، لحرصه على أن تخرج القوى المدنية من أسر الاحتجاج فقط والاعتراض إلى الفعل، غير أن موقفه تغير عقب الشكل الذى خرج به اختيار الشخصيات العامة والذى تم على حساب معايير الكفاءة، مؤكدا أن الاعتماد على معيار الأغلبية يصلح فى تشكيل الحكومات لا فى كتابة الدساتير.
ومن الشخصيات العامة أكد محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى أن الحزب قرر فى اجتماع له أمس الأول انسحاب جميع أعضائه من الجمعية التأسيسية.
وقال أبوالغار ل«الشروق»: «جميع أعضائنا الذى تم اختيارهم انسحبوا وهم زياد بهاء الدين، وإيهاب الخراط ومنى مكرم عبيد».
فيما قال عبدالغفار شكر، القيادى بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن الحزب سيشارك بالتنسيق مع القوى السياسية فى الدعوى القضائية المرفوعة ضد بطلان تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، كما أن الحزب يتجه للمشاركة فى الجمعية التأسيسية للدستور الموازى، إلا أنه لم يحسم موقفه النهائى من المشاركة فيها.
ودعا حزب المصريين الأحرار والمجلس الوطنى لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مجلس الدولة صباح اليوم للتنديد بقرار مجلسى الشعب والشورى بتشكيل الجمعية. ودعا المصريين الأحرار قيادات الأحزاب المدنية والكتلة المصرية وأعضاء هيئاتها البرلمانية ونوابا مستقلين بمجلس الشعب وعددا من الشخصيات التى اختيرت فى الجمعية التأسيسية للدستور لمؤتمر صحفى صباح اليوم لإعلان موقف القوى السياسية المصرية من تشكيل الجمعية ومستقبل الدستور المصرى. فيما قرر حزب الكرامة الانسحاب من الجمعية التأسيسية «رفضا للطريقة التى تعبر عن استئثار حزبا الحرية والعدالة والنور بالقرار، فضلا عن التعمد فى إقصاء باقى القوى الوطنية» بحسب بيان أصدره أمس.
كما قرر الحزب ترتيبا على ذلك الانسحاب من التحالف الديمقراطى نتيجة عدم احترام الحرية والعدالة لوثيقة تأسيس هذا التحالف.
وفى بيان له أمس، قال السعيد كامل، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية السعيد كامل إنه حرر توكيلا للدكتور جابر جاد نصار، أستاذ القانون الدستورى بجامعة القاهرة وذلك للطعن أمام المحكمة الإدارية العليا على قرار مجلسى الشعب والشورى الخاص بمعايير اختيار أعضاء الجمعية التاسيسية.
إلى هذا وضع نشطاء على فيس بوك ما وصفوه ب«قائمة الشرف» للمنسحبين من لجنة المائة، وقالوا: هذه قائمة سيتم تحديثها للاسماء الوطنية التى قررت الانسحاب من تأسيسية الدستور وعدم المشاركة فى عار تشويه دستور مصر.
شارك في الإعداد: أحمد فتحى وضحى الجندى ودنيا سالم ورانيا ربيع.