صرح المتحدث باسم الرئيس الافغاني حامد كرزاي اليوم السبت أن خمسة معتقلين من طالبان محتجزين في السجن العسكري الامريكي بخليج جوانتانامو وافقوا على نقلهم الى قطر في اجراء تعتقد افغانستان انه سيعزز عملية سلام افغانية وليدة. يأتي هذا النقل في اطار اجراءات امريكية لاظهار حسن النية لاجتذاب طالبان الى طاولة التفاوض قبل ان تغادر القوات المقاتلة الاجنبية البلاد في نهاية عام 2014 . وقال أيمل فيضي المتحدث باسم كرزاي لرويترز "نأمل ان يكون ذلك خطوة ايجابية نحو جهود السلام" مضيفا انه سيتم لم شمل محتجزي طالبان مع اسرهم في قطر إذا حدثت عملية النقل.
وستكون هذه الخطوة واحدة من بين سلسلة من الاجراءات التي تستهدف اظهار حسن النية يمكن أن تقود الى بدء أول مفاوضات سياسية جوهرية بشأن الصراع في أفغانستان منذ الاطاحة بحكومة طالبان في الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2001 .
وبعد عام من الكشف عنها فإن مبادرة إدارة أوباما للسلام ربما توفر قريبا للولايات المتحدة فرصة تاريخية للوساطة من أجل إنهاء الصراع الذي بدأ ردا على هجمات 11 سبتمبر 2001 . لكن هذا التحرك نحو السلام ينطوي أيضا على مخاطر للرئيس الامريكي باراك أوباما.
ويواجه أوباما احتمال التعرض لانتكاسة سياسية قبل أشهر من انتخابات الرئاسة في ظل سعي حكومته لدعم ترتيبات يمكن أن تمنح قدرا من القوة لحركة طالبان المعروفة لدى الامريكيين بوحشيتها وتفسيراتها الصارمة للاسلام. ورغم الجهود الدبلوماسية السرية على مدى عدة أشهر ما زال من غير الواضح ما إذا كانت عملية نقل سجناء جوانتانامو ستتم.
وتتزايد الشكوك بشأن ما إذا كانت قيادة طالبان راغبة في مقاومة المعارضة المحتملة من جانب الأعضاء الشبان وأولئك الأكثر تشددا الذين يعارضون فيما يبدو إجراء مفاوضات. وزار كبير مساعدي كرزاي ابراهيم سبين زادة المعتقل العسكري الامريكي في جوانتانامو الاسبوع الماضي للحصول على موافقة معتقلي طالبان الخمسة لنقلهم الى قطر.
وطالبت حكومة كرزاي بأن يعطي الاعضاء الخمسة البارزين في حكومة طالبان السابقة المحتجزين في جوانتانامو منذ نحو عشر سنوات موافقتهم قبل نقلهم ليصبحوا رهن الاحتجاز في قطر. ويأمل مسؤولون أمريكيون أن تكتسب مبادرة السلام قوة كافية لتمكين أوباما من الاعلان عن بدء محادثات سياسية كاملة بين حكومة كرزاي وطالبان أثناء قمة لحلف شمال الأطلسي في مايو.
ويعتبر بعض المسؤولين الأمريكيين محتجزي طالبان من بين المحتجزين الأكثر خطورة في معتقل جوانتانامو. وأثار احتمال نقلهم هجوما من سياسيين أمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي حتى قبل أن تبدأ الإدارة رسميا عملية الابلاغ اللازمة عن هذه الخطوة في الكونجرس. ومن بين السجناءالخمسة الذين قد ينقلون الى قطر محمد فضل وهو معتقل "شديد الخطورة" يزعم انه مسؤول عن قتل الالاف من الاقلية الشيعية في الفترة بين عامي 1998 و2001 .
ومن بينهم أيضا نور الله نوري وهو قائد عسكري كبير سابق وعبد الحق واثق نائب وزير الاستخبارات الاسبق وخير الله خير خوا وهو وزير داخلية سابق. وفي وقت سابق قال متحدث باسم وزارة الخارجية الافغانية إن وزير الخارجية زلماي رسول سيزور قطر للاجتماع مع مسؤولين حكوميين لبحث المصالحة مع طالبان. وقال المتحدث جنان موسى زاي لرويترز إن من المقرر ان يتوجه رسول الى قطر قريبا. وأضاف انه سيزور السعودية قبل الذهاب الى قطر.
وأعلنت حركة طالبان الافغانية في يناير كانون الثاني انها ستفتتح مكتبا سياسيا في قطر مشيرة الى احتمال استعداد الحركة للمشاركة في مفاوضات من المرجح ان تمنحها مناصب في الحكومة الافغانية او سيطرة رسمية على بعض المناطق في معقلها التاريخي في جنوبافغانستان. ووصف مسؤول بالحكومة الافغانية زيارة رسول بأنها "خطوة بالغة الاهمية".