لأول مرة منذ مدة طويلة، يشهد سوق الموسيقى الألماني استقرارًا ملحوظًا خلال عام 2011، ويرى منتجو الموسيقى في تسويق الأغاني عبر الإنترنت فرصًا كبيرة لإنعاش المعاملات التجارية في هذا القطاع الفني. منذ أكثر من عقد من الزمن وشركات الأسطوانات الموسيقية الكبيرة تشكو من تراجع أرقام المبيعات، ومن التحولات الكثيرة في مجال الموسيقى الرقمية التي تجعل الخدمات الموسيقية على الإنترنت في صراع مع الزمن بسبب تقادمها خلال فترات وجيزة.
غير أن الإحصائيات الأخيرة تدعو للاطمئنان بعض الشيء؛ إذ حقق القطاع الموسيقي في عام 2011 استقرارًا لم يشهده منذ عام 1997، من جهة أخرى لا تشكل هذه الإحصائيات سببًا للبهجة أو التهليل، فما حققه القطاع الموسيقي من مبيعات خلال العام الماضي لم يبلغ سوى مليار ونصف مليار يورو، وهو ما يوازي أربعين في المئة فحسب مما جنته شركات الأسطوانات قبل عشر سنوات.
موسيقى عبر الإنترنت
عبر البث الرقمي للموسيقى في الإنترنت، تحاول شركات الموسيقى تعويض الخسارة المالية التي مُنيت بها خلال الأعوام الماضية. وكانت الشركات تعتمد في الماضي على بيع مقطوعات بمفردها في الإنترنت، كل مقطوعة على حدة، أما الآن فتحاول بيع الموسيقى عبر ما يسمى clouds، أي أن يدفع المشتري اشتراكًا شهريًا يمكّنه من الاستماع إلى عدد كبير من المقطوعات الموسيقية.
ويعتبر Rdio أحدث المواقع الرقمية للموسيقى في السوق الألماني، باشتراك شهري يبلغ 4,99 يورو، يستطيع المشترك أن يحصل على عدد هائل من العروض الموسيقية، ومقابل 9,99 يورو بإمكانه أن يقوم بتحميل المقطوعات الموسيقية أو سماعها على تليفونه المحمول، ويقدم Rdio عروضه الرقمية هذا العام في عدة دول أوروبية، كما يقدم عروضه فعليًا في بلدان مثل الولاياتالمتحدة وكندا والبرازيل وأستراليا.
نهاية الألبوم الموسيقي؟
ويعتبر تاريخ الموسيقى تاريخًا للوسائط الموسيقية أيضًا، بدءًا من الكاسيت عبر السي دي CD أي الأقراص الموسيقية، وصولاً إلى نظام "الإم بي ثري" MP3 والموسيقى الرقمية عبر الإنترنت.
غير أن الموسيقى الرقمية لا تروق للكثيرين من عشاق الموسيقى الذين يرون أن الوسائط الرقمية، تعود بالضرر على النوعية، وتفقد الموسيقى رنينها الخلاب ووقعها المؤثر إلى حد كبير، أما هواة سماع الموسيقى على التليفونات المحمولة فيرون أن جودة الموسيقى الرقمية مقبولة، ولا يهمهم كثيرًا أن تكون بنفس جودة الأقراص الموسيقية ( السي دي) ، ما يهمهم هو الاستماع إلى الموسيقى في كل مكان، هذا الرأي يتبناه معظم مستخدمي المواقع الرقمية الذين يركزون على فوائدها ومزاياها أكثر بكثير من على عيوبها. ومما لاشك فيه هو أن هذه الموسيقى الرقمية لن تحل محل الوسائط التقليدية للموسيقى - على الأقل في المستقبل القريب.