جوانب خفية فى حياة أبرز وزراء ثقافة مصر ما بعد ثورة يوليو يكشفها فيلم «العين تسمع والأذن ترى»، الذى أنتجته الشروق للانتاج الإعلامى. ثروت عكاشة مولود فى حى العباسية، يقول عنه الفيلم التسجيلى المسمى على موسوعته الشهير: إن عكاشة التحق بالكلية الحربية دون علم والده الذى كان يرغب فى التحاقه كلية الحقوق.
يعتز عكاشة بتنوع مدينة الاسكندرية الحضارى وكيف كان يراها أمما متحدة مصغرة، ويحكى عكاشة ذكرياته وكيف كانت دفعتهم قد تخرجت كدفعة استثنائية مبكرة نتيجة لوجود بوادر الحرب العالمية الثانية وهى الذكرى التى شاركه روايتها داخل الفيلم المؤرخ العسكرى جمال حماد.
وعن علاقته بجمال عبدالناصر، قال إنه ومنذ قابله لأول مرة وهو يعجب به جدا وكيف كان ناصر مثلا أعلى يحتذى وجرأته فى الجهر بالحق وحبه ورعايته لأصدقائه، وعن علاقة الإخوان بالضباط الأحرار يحكى خالد محيى الدين ضمن أحداث الفيلم كيف بدأت العلاقة وكيف كان محمود لبيب هو همزة الوصل بينهم أما عكاشة فوضح كيف كانت المفاوضات وكيف طلبت جماعة الإخوان ضم خلايا الضباط الأحرار بالجيش لخلاياهم وهو ما رفضه الضباط ولم يجد الإخوان حلا سوى الرضوخ لهذا الرفض وواصلوا إرسال مندوبهم التنسيقى وكانت هذه هى تجربة الضباط الأولى فى العمل السرى. ويخبرنا عكاشة بأسطورة الأسلحة الفاسدة، مؤكدا أنها غير صحيحة، وأنها لم تحدث ولا يوجد سوى حادث وحيد لأربعة مدافع وكان السبب سوء الاستخدام، وما كان فاسدا حقا طبقا لما رواه عكاشة هى الذخيرة ولكنها لم تصل أبدا للميدان؛ لأن ضباط الذخيرة منعوا وصولها للميدان ولم يرسلوها منذ البداية، فى حين أكد خالد محيى الدين وجود أسلحة فاسدة لكنه أشار إلى أنها ليست هى سبب الهزيمة.
ويحكى عكاشة كيف اختاره عبدالناصر لرئاسة تحرير مجلة التحرير وكيف أعطاه صلاحيات كبيرة أما عكاشة فكان يخاف من قوة آخر ساعة التى استطاع منافستها، بتوزيع 16 ألف نسخة فى الأسابيع الأولى. ويحكى عكاشة أيضا كيف كانت السياسة المتحررة للمجلة تثير حفيظة البعض ضده وكيف كتب هو مقالة تطالب بإلغاء الملكية واعتراض نجيب عليها ويشير عكاشة إلى أن الطريف هو أن نجيب نفسه كان أول رئيس جمهورية لمصر بعد الثورة. ويواصل عكاشة روايته ضمن أحداث الفيلم اختياره سفيرا بالخارج وأهم الأحداث التى عاصرت هذه الفترة قبيل عودته عام 1958 ليصبح وزيرا للثقافة مع رفيق الثورة جمال عبدالناصر وحتى وفاته، وكيف واصل عمله الثقافى المهم والدولى. إنك عندما تشاهد الفيلم تستطيع أن تؤكد وبكل بساطة أن الراحل كان يحتاج لأفلام عديدة كى تستطيع أن تؤرخ لمسيرة حياته والأحداث الجسيمة التى عاشها وعاصرها بل وكان أحد صانعيها.