فيما وقع 50 من المثقفين والسينمائيين والإعلاميين على بيان ينتقدون فيه رفض الرقابة على المصنفات الفنية عرض الفيلم الروائى «الخروج من القاهرة» للمخرج هشام عيسوى فى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذى اختتمت فاعليات دورته الأولى أمس الأول، كشف سيد خطاب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية أن إدارة المهرجان لم تخاطبه بشكل رسمى حتى تدعى أن الرقابة رفضت عرض الفيلم بالمهرجان. وأكد على أنه طلب من إدارة المهرجان قبل انتهائه بيومين الاطلاع على تقرير لجنة المشاهدة، ففوجئ بأن الفيلم لم يعرض عليها أصلا، وهذا الأمر يعد مخالفة جسيمة، حيث وضع مسئولو المهرجان الفيلم على جدوله دون أن يشاهده أحد.
وأوضح رئيس الرقابة أنه تلقى اتصالات من بعض المسئولين فى المهرجان بعد رفضه الفيلم للسماح بعرضه للصحفيين والنقاد ولجنة التحكيم، ولكنه تجاهل هذه الاتصالات لأنه لن يوافق على فيلم بالتليفون.
وشدد خطاب أنه فقط وصله طلب من الشركة المنتجة ل«الخروج من القاهرة» بإجازة الفيلم وعرضه بالمهرجان، وتم رفض هذا الطلب لأن الفيلم مخالف لشروط الترخيص، وتم تصوير كثير من المشاهد كانت الرقابة قد طلبت حذفها أو تعديلها عند قراءة سيناريو الفيلم.
وردا على بيان المثقفين قال خطاب إنه ينفذ قانون الرقابة، وليس أمامه أى خيارات أخرى. وطالب خطاب منتج الفيلم بأن يلجأ إلى لجنة التظلمات التى تضم عددا كبيرا من المثقفين ويرأسها نائب رئيس مجلس الدولة ويعرض عليها الفيلم، وإذا قضت بإجازته، فسيكون هذا القرار ملزما للرقابة.
ونفى خطاب أن تكون هناك أى تدخلات من المؤسسات الدينية أو الأمنية لطلب رفض الفيلم، وأكد أن منعه جاء استنادا لقوانين ولوائح الرقابة التى خالفها.
من ناحيته أكد سيد فؤاد رئيس المهرجان أنه أرسل خطابا للرقابة بناء على طلب سيد خطاب من أحد الفنادق بمدينة قنا فى ثانى أيام المهرجان موقعا منه شخصيا وختم عليه بختم المهرجان، إضافة إلى الخطاب الذى أرسلته الشركة المنتجة تطالب بعرض الفيلم. وأشار فؤاد إلى أنه يؤيد البيان الذى صدر عن المثقفين ووصفه بأنه خطوة فى اتجاه حرية الإبداع.
وردا على عدم وصول الفيلم إلى الرقابة الا قبل موعد المهرجان بيوم واحد قال فؤاد إنه لم يكن يعلم أن الفيلم تأخر إرساله إلى المهرجان، وأن السبب فى ذلك يعود إلى المنتج شريف مندور الذى تتطوع ووعد رئيس المهرجان بأن ينهى ملف الرقابة مع الدكتور سيد خطاب، لكن هذا لا ينفى أن الرقابة كان أمامها الفرصة لإجازة الفيلم.
وحول تأكيد رئيس الرقابة على أن الفيلم لم يمر على لجنة مشاهدة المهرجان، قال فؤاد إن هناك اثنين من لجنة المشاهدة اطلعا على الفيلم، وهناك العديد من مستشارى المهرجان شاهدوه فى أكثر من مهرجان دولى، وبناء على ذلك تم إدراج الفيلم فى جدول المهرجان، وفى الإطار ذاته أكد فؤاد أن خطاب ليس له الحق فى الاطلاع على تقرير لجنة مشاهدة المهرجان.
كان بعض المثقفين قد أصدروا بيانا قبل ثلاثة أيام قال الموقعون أدناه: «نرفض مماطلة الرقابة التى لم تسمح بعرض الفيلم، ونعلن إدانتنا لكل أشكال تقييد الحرية ونأسف لحدوث مثل هذه الممارسات بعد ثورة 25 يناير التى تبنت مفهوم الحرية والدولة المدنية. وسجل الموقعون ثقتهم «بأن الشعب المصرى الذى أنجز ثورة عظيمة بشهادة العالم قد نضج بما يكفى لان يتوارى دور الرقيب ويبدأ دور العقل والاستنارة فى ظل عالم مفتوح يسخر من فكرة الرقابة».