رجحت مصادر من حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين أن يحظى الدكتور محمد سليم العوا بدعم الجماعة والحزب فى الانتخابات الرئاسية القادمة». العوا بحسب أحد المصادر التى طلبت عدم كشف هويتها «ينطبق عليه كثير من الشروط التى حددتها الجماعة، إضافة إلى أنه يعد رجل دولة ويتمتع بعلاقات خارجية جيدة»، فيما أكد مصدر آخر أن العوا «سيكون حائط صد للجماعة بحيث يكون بمقدوره الاشتباك مع القوى السياسية المختلفة لما يتمتع به من حنكة سياسية، حتى يتفرغ رئيس الحكومة القادمة والذى سيكون إخوانيا لإدارة الحكومة والدولة».
وكان مرشد الجماعة أكد فى حديث له مع صحيفة الحرية والعدالة الناطقة باسم الحزب أن المرشح الذى سيدعمه الإخوان «لن يكون مرشحا محسوبا على تيار إسلامى بعينه»، مشددا على ضرورة أن يكون المرشح «ذى خلفية إسلامية»، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أنه «حتى الآن لم تحسم الجماعة أمرها، ولم تناقش الأمر داخل مؤسساتها».
ما قاله المرشد أكد تصريحات أحد المصادر الإخوانية الذى استبعد تماما دعم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، القيادى السابق بالجماعة، أو الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، «نظرا لأنهما فى النهاية محسوبان على الجماعة، كون احدهما عضوا سابقا فى مكتب الإرشاد، والثانى كان مرشحا للإخوان فى انتخابات برلمانية سابقة».
وأكد المصدر أن العوا «لن يتم التعامل معه على انه أحد المرشحين الممثلين للتيار الإسلامى، ولكن سيتم التعامل معه بصفته المفكر ورجل القانون ذى المرجعية الإسلامية»، مؤكدا أن الجماعة «ستفتح ملف الرئاسة خلال الأسبوع المقبل، عقب الانتهاء من ملف الجمعية التأسيسية لوضع الدستور».
يأتى هذا فى الوقت الذى تعيش فيه الجماعة مأزقا حقيقيا، نظرا للغضب الذى يسود قطاع كبير من شباب وقواعد الجماعة، لإصرار القيادة على عدم دعم أبوالفتوح، الذى يراه جانب كبير من الأعضاء «المرشح الأمثل من بين الأسماء المطروحة على الساحة»، وهو ما يدفع بهذه القيادة للبحث عن شخصية تحظى بقبول وثقة القواعد الإخوانية، حتى لا يؤدى ذلك لخروج على القرار النهائى الذى سيتخذه مكتب الإرشاد. وكان العوا كرر أكثر من مرة فى تصريحات صحفية «ولدت على باب الإخوان، وكان بين والده وحسن البنا مؤسس الجماعة صلة طويلة استمرت حتى استشهاد البنا».
والوسط مستمر حتى يجد جديد
قال أبوالعلا ماضى رئيس «الوسط» فى تصريحات صحفية أدلى بها عقب اجتماع للحزب فى بنها مساء أمس الأول إن لدى الحزب قرارا قديما بدعم الدكتور العوا ولم يتغير، وفى حالة إذا جد جديد سنعيد طرح الموضوع على مؤسسات الحزب بالتوافق من جديد. مضيفا أن القرار النهائى فى هذا الشأن ستتم مناقشته وإعلانه فى اجتماع المؤتمر العام للحزب. وأضاف ماضى يجب أن تتوافر فى المرشح عدة صفات، من بينها أن يكون متوازنا، ولديه رؤية ومدرك لصعوبة الموقف الداخلى، ومؤمن بالحريات».