ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الاثنين أن الصراع المذهبي الدائر في سوريا -والذي لطالما شكل مصدر قلق بالغ لدى كثير من المحللين- يوشك أن ينجرف الى صراع إقليمي. واعتبرت الصحيفة -في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت أن جملة الاحداث التي شهدتها سوريا مؤخرا من بينها سلسلة التفجيرات والاغتيالات التي وقعت في العاصمة السورية دمشق ومدينة حلب السورية فضلا عن تصاعد وتيرة أعمال العنف في شمال لبنان جراء الصرعات الطائفية في جارتها سوريا،إنما يشير الى أن حكومة الرئيس السوري بشار الاسد تواجه حاليا خصوما على حدود بلادها.
وأردفت الصحيفة قائلة /أن سوريا-بحسب ما رجح المحللون- ستصبح باحة تدريبية لعهد جديد من الصراعات الدولية على غرار ما حدث في كل من العراق وأفغانستان من قبل /..لافتين الى بوادر باتت تلوح في الافق للنشاطات الحركات الجهادية في هذا الشأن .
واشارت الصحيفة في هذا الصدد الى دعوات اطلقتها ما وصفتها "بالقيادة الايديلوجية" لتنظيم القاعدة وجماعة الاخوان المسلمين في الاردن يوم عطلة الاسبوع الماضي الى الحركات الجهادية حول العالم تدعوهم الى محاربة نظام الاسد الحاكم في سوريا.
ورأت الصحيفة الامريكية أن طبيعة الصرعات المذهبية الدائرة في الصحراء الغربية من العراق تعد هى الاكثر وضوحا على مختلف الحدود السورية، حيث بدأت الجماعة السنية بالفعل في الخروج في مسيرات تدعم مطالب قوى المعارضة في سوريا، فيما تسعى على الارجح من خلال ذلك الى تعزيز قبضتها في الصفقات التي تعقدها مع الحكومة العراقية ذات الاغلبية الشيعية برئاسة رئيس الوزراء العراقي نور المالكي.
ولفتت الصحيفة الى ما اعلنه زعماء القبائل والمسئولون الامنيون حول تدفق متزايد ولو في إطار محدود للاسلحة الى سوريا من محافظة الانبار العراقية ومناطق قرب مدينة الموصل العراقية والتي تعد معقلا لتنظيم القاعدة في العراق..
مشيرة إلى ما جاء على لسان عبد الرحمن الشماري -رئيس لجنة أمن مجلس المحافظة في الموصل قوله"أن المتفجرات والأسلحة يتم تهريبها عبر قرية ربيعة الحدودية". ومضت الصحيفة تقول /أن التعاطف الذي يكنه العراقيون في مدينة الانبار لنضال الثوار في سوريا ينبع من روابط قبائلية تجمع بينهما على مدار عقود طويلة الى جانب انتمائهما الى ذات الطائفة وهى الطائفة السنية/.
ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن الشيخ علي حاتم السليمان تأكيده أن المواطنين في محافظة الانبار -موطنه الاصلي -يهربون الاسلحة لدعم المعارضة في سوريا..مشيرا الى أن الجانبين تربطهما روابط قبائلية وحدود مشتركة.. منوها الى أنه من المقرر أن يجتمع زعماء القبائل في الانبار الاسبوع الجاري للتباحث بشأن سبل دعم الثوار في سوريا.
في السياق ذاته، حذرت الصحيفة من مغبة ما رأت انه سعي تنظيم القاعدة للاستفادة مما يحدث في سوريا.. مشيرة الى تقرير صدر مؤخرا عن وكالة "ماك كلاتشي" الأمريكية الإخبارية ينطوي على شهادات لمسئولين أمريكيين حول وقوف التنظيم وراء التفجيرين الداميين اللذين وقعا في العاصمة دمشق مؤخرا.. إضافة إلى احتمالية ضلوعه في التدبير للتفجير الذي وقع في مدينة حلب يوم الجمعة الماضي.
من ناحية أخرى،اعتبرت نيويورك تايمز "أن النفوذ الايراني في العراق يمثل عاملا محوريا في حسابات العراق في سياسته تجاه سوريا،لافتة الى ان الحكومة الايرانية على الارجح هى الحليف الاكبر لحكومة الاسد وأن العراقيين غير راغبين في استعداء طهران مما يشكل ضغطا سياسيا في اعتبارات القادة العراقيين فضلا عن المخاوف ازاء سعي طهران بتوسيع نطاق نفوذها في الشأن العراقي الداخلي ..عوضا عن خسارتها لحليفتها سوريا حال ما سقط نظام الرئيس الاسد.