أفادت مصادر مطلعة أن مواجهات ومناوشات تدور بين الشبان المقدسيين وجنود الاحتلال في حارات البلدة القديمة من القدس، أشدها في حارة السعدية وباب حطة، في ظل انقطاع للتيار الكهربي عن الحارة، وسماع أصوات سيارات الإسعاف.
وأنباء عن توجه حافلات من المستوطنين والمتطرفين اليهود منذ الثالثة صباح اليوم الأحد، إلى المسجد الأقصى بهدف اقتحامه.
وفي الأثناء، قتل فلسطيني وأصيب أربعة بجراح إثر غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مواقع متفرقة في رفح وخان يونس وغزة، في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، وجراح أحدهم وصفت بالخطيرة.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية، إن الغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية استهدفت الغارة الأولى منزلاً في رفح والثانية في منطقة خالية في خان يونس جنوب القطاع، أما الغارة الثالثة فكانت على أرض زراعية في حي الشجاعية شرق، والرابعة كانت على حي الزيتون شرق قطاع غزة، فيما تواصل طائرات حربية إسرائيلية التحليق بشكل مكثف في سماء القطاع.
من جانب آخر حذرت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى- الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من تنفيذ ما أعلنه آلاف الأعضاء من حزب الليكود الإسرائيلي اليميني من اقتحام المسجد الأقصى واحتلاله اليوم الأحد، والدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم.
وقالت الكتائب إن هذه الخطوة الجبانة تعني مزيدًا من سفك الدماء وجميع الخيارات ستبقى مفتوحة للرد على هذه الجريمة، وشعبنا الفلسطيني والعربي ومقاومتنا الباسلة لن تقف مكتوفي الأيدي وستدافع بكل قوة عن المقدسات.
ودعت الكتائب الأمة العربية والإسلامية والهيئات الدولية للوقوف عند مسؤولياتهم في وجه الغطرسة الإسرائيلية ووضع حد لجرائم الاحتلال، كما طالبت الشعب الفلسطيني في القدس أن يهبوا للتصدي لهذه الجريمة والدفاع بكل قوة عن مقدساتنا الإسلامية.
جدير بالذكر، أن "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" قالت إن أعضاء من حزب الليكود الإسرائيلي أعلنوا أنهم سيقتحمون المسجد الأقصى اليوم الأحد، بهدف الدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
وذكرت مؤسسة الأقصى أن بعض المواقع العبرية التابعة لليمين الإسرائيلي نشرت إعلانًا في الأيام الأخيرة باسم حزب (الليكود – أعضاء المركز) دعت فيه آلاف أعضاء الحزب إلى اقتحام المسجد الأقصى على رأس وفد سيكون في مقدمته موشيه فيجلين– الذي نافس نتنياهو على رئاسة الحزب قبل أيام، وحصل على نسبة 25% من أصوات أعضاء الحزب.
وجاء في الإعلان: "ندعو الجميع إلى الصعود إلى (جبل المعبد) للإعلان عن قيادة سليمة تؤكد على السيطرة الكاملة على (جبل المعبد)، وذلك من أجل تطهير الموقع من أعداء إسرائيل (سارقي الأراضي)، وبهدف بناء (الهيكل) على أنقاض المساجد– أي المسجد الأقصى".
وقالت مؤسسة الأقصى في بيان صادر عنها: "نعتبر أن ديمومة الرباط وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى في كل وقت وحين، على مدار أيام السنة كلها، سيظل صمام الأمان الذي يحمي المسجد الأقصى من تدنيسه، ويحفظ حرمته وقدسيته".
وأضافت المؤسسة إن "هذه الدعوات الإسرائيلية المحمومة للاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى تنم عن نية مبيتة لدى الاحتلال تجاه المسجد الأقصى، داعية الأمة الإسلامية والعالم العربي الوقوف عند مسؤولياتهم في وجه (الغطرسة) الإسرائيلية".
كما كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، أن ما يسمى "باللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية في بلدية القدس" وافقت على مخطط لإقامة بناء ضخم في ساحة حائط البراق قرب جسر باب المغاربة بالمسجد الأقصى.
وأوضحت أن ذلك يعد جزءًا من مخطط يدعى "تهويد شامل منطقة البراق" على مساحة نحو 8000 متر مربع، ويتضمن إقامة مبان ومواقف أرضية ومركز لشرطة الاحتلال وإقامة وحفر أنفاق وبوابات جديدة ومصاعد كهربائية في قلب الصخر، وربط المنطقة بشبكة الأنفاق الممتدة من سلوان جنوباً مرورًا بأسفل البلدة القديمة بالقدس، وأسفل المسجد الأقصى ومحيطه وانتهاءً بساحة الكتان عند باب العامود.
من جانب آخر أزال عشرات الفلسطينيين ومعهم نشطاء سلام أجانب، الأسلاك الشائكة التي وضعها مستوطنون بالأمس لمصادرة أراض شرق بلدة يطا جنوب الخليل.
هذا وقد أصدر "المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان" تقريرًا أسبوعيًا يشير إلى تصاعد خطير في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين العزل في الأراضي المحتلة "وتضاعف عمليات هدم المنازل وحالات الطرد وارتفاع معدل الجرائم وأعمال التخريب التي يرتكبها المستوطنون، والتي ازدادت بما نسبته 4بالمائة.
على صعيد آخر، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- ياسر عبد ربه، إن بدء خطوات تشكيل حكومة التوافق بموجب إعلان الدوحة مرهون بإتمام الاستعداد الإجرائي والقانوني للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
إلى ذلك كشف خليل أبو شمالة- أمين سر لجنة الحريات في قطاع غزة، أن اللجنة ستعقد خلال اليومين المقبلين اجتماعاً لمناقشة سبل تفعيل عملها من جديد. وشدد على ضرورة تحول المصالحة إلى ثقافة تنهي حالة الانقسام التي تمتد منذ ما يزيد منذ خمسة أعوام، في هذه الأثناء أعلنت سلطة الطاقة التابعة للحكومة في قطاع غزة أن غزة مهددة الليلة بظلام دامس ما لم يتم إمدادها بالوقود اللازم لإضاءة المحطة الوحيدة فيها.
وأكدت سلطة الطاقة أن الوقود الذي دخل لغزة مساء أمس وصباح اليوم لا يكفي لأقل من نصف يوم فقط.