فى تصريح خاص ل«الشروق» نفى الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء تلقيه أى إشارات من المجلس الأعلى للقوات المسلحة تفيد قرب تشكيل حكومة جديدة بديلا عن حكومته. وفى السياق نفسه، قال مصدر مطلع داخل مجلس الوزراء، انه لا يتوقع تغيير حكومة الجنزورى خلال الفترة المقبلة. واضاف المصدر تعليقا على التقرير المنشور فى «الشروق» أمس الجمعة انه يستبعد تغيير الحكومة حتى أول يوليو المقبل، وهو الموعد المحدد لانتقال السلطة من المجلس العسكرى إلى رئيس الجمهورية المنتخب.
وأضاف المصدر انه يتوقع استمرار الجنزورى لما بعد يوليو المقبل إذا سار التحسن فى الأداء الاقتصادى والأمنى مثلما كان قبل وقوع كارثة بورسعيد. واستغرب المصدر التسريبات السياسية والحزبية بشأن استقرار الوزارة متسائلا عن المستفيد منها قبل ساعات من الاضراب العام والعصيان المدنى، مضيفا ان هذه الرسالة تصب فى إشاعة المزيد من الفوضى فى الشارع.
وقال المصدر الحكومى إن الحالة العامة كانت قد بدأت تشهد بعض الانفراج، خصوصا فى مجالى الاقتصاد والأمن، حتى وقعت كارثة بورسعيد، وفوجئنا بعدها أن (البلد بأكمله يتعرض للسرقة فى توقيت واحد) لكن المصدر بدا متأكدا من ان الدعوة للاضراب العام والعصيان المدنى لن تجد قبولا شعبيا واسعا، متعجبا (عصيان على مين؟) هل هناك محتل فى البلد؟.
وأعاد المصدر التذكير بأن الوحيد الذى يملك حق تغيير الحكومة ورئيسها هو المجلس الأعلى للقوات المسلحة باعتباره يمارس صلاحيات رئيس الجمهورية طبقا للإعلان الدستورى الصادر فى نهاية مارس الماضى. وردا على سؤال عن مغزى تصريحات خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قبل أيام لقناة الجزيرة عن ان الإخوان قد يشكلون حكومة قريبا، قال: «هذا التصريح وغيره من التصريحات الإخوانية المشابهة ربما يأتى فى اطار امتصاص الضغوط الجماهيرية على حزب الحرية والعدالة ذى الأغلبية البرلمانية»، مضيفا أن الإخوان فى قرارة انفسهم لا يريدون ان «يشيلوا الشيلة الآن» بل يريدون أن يهضموا المكاسب التى حصلوا عليها فى الانتخابات الأخيرة، وبعدها قد يفكرون فى رئاسة الحكومة.
وتابع أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة «قد لا يكون راغبا ايضا فى اسناد تشكيل الحكومة للاخوان المسلمين لاسباب متعددة» رفض ان يخوض فى تفاصيلها.
وقال المصدر إن الدكتور الجنزورى لم يكن طامعا فى المنصب، كاشفا انه حاول قبل تكليفه اقناع محمد البرادعى أو منصور حسن بتشكيل الحكومة، وانه «قبل هذه المهمة فى هذا التوقيت الصعب والعصيب رغما عنه ايمانا منه بأنه يخدم وطنه».