أكد شاكر عبد الحميد وزير الثقافة ، أن الفضل فى نجاح معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام يعود للثورة المصرية لأنها ساهمت بشكل إيجابى فى خلق الإبداعات الخاصة بشكل المعرض وندواته، حيث عكست الأعمال المشاركة فيه روح الثورة المصرية العظيمة ، ذلك الإعجاز الكبير الذى صنعه المصريون من أجل الحرية لتؤدى هذه الأعمال فى النهاية إلى إنجاح أول فعالية ثقافية عربية دولية بعد ثورة يناير. وقال وزير الثقافة فى تصريحات صحفية على هامش مشاركته في ختام معرض القاهرة الدولى للكتاب، اليوم الثلاثاء، إنه لايوجد إقبال ضعيف علي المعرض بالمعنى المقصود منه والإحصائيات الخاصة بالحضور على مستوى المشاركين والجمهور والضيوف والدول المشاركة تؤكد على ذلك ، فالأرقام الدالة على ذلك تدعو للفرح والتفاؤل خاصة فى ظل الظروف والتحديات الراهنة التى تمر بها البلاد والمتأمل فى هذه الإحصاءات سيجد إنه إنجاز وليس ضعف إقبال كما يروج البعض .
وأشار الوزير الى أن الجميع قاوم كل عوامل اليأس والإحباط بكل قوة وطاقة وإيجابية، من أجل انجاح وإقامة معرض الكتاب هذا العام ، وان هذا الأمر تم بحالة من الفرح والزهو ، مؤكدا أن مصر قد نجحت في أن تعقد بالفعل أول معرض دولي للكتاب بعد الثورة، فقد كان معرضا ومؤتمرا إجتمع فيه عدد كبير من القراء والجمهور والصغار والنساء والأطفال والرجال والنخبة من المثقفين وعدد كبير من المصريين العرب وغيرهم .
ووصف شاكر عبد الحميد ، معرض الكتاب الدولي هذا العام بأنه كان أشبه بالعرس الثقافي ، ووجه فى تصريحاته الشكر للمجلس العسكري، و رئيس مجلس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري، واللواء حسن الرويني، واللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية، ومحمد رشاد رئيس إتحاد الناشرين المصريين، والدكتور أحمد عبد اللطيف رئيس اتحاد الناشرين العرب، وجميع الناشرين العرب والمصريين وأحمد مجاهد رئيس االهيئة المصرية العامة للكتاب ، مشيرا إلي أن هذا الجهد وهذا النجاح أقل ما يمكن أن نقدمه الي أمتنا المصرية والعربية ونحن جميعا علي إستعداد أن نبذل قصاري جهدنا من أجل النهوض بهذا الوطن والخروج به من أي مأزق يواجهه.
وإستطرد الدكتور شاكر عبد الحميد ، أن الأمر لم يكن مثاليا ولاملائكيا وليس أشبه بالأحلام الوردية، ولكن في واقع الأمر كان مزيجا من عدة متناقضات ومنغصات تجمع بين الخوف والأمل والإيجابيات والسلبيات ، ولكننا تغلبنا عليها بمساندة الجميع .
وأشار الوزير إلي أن المبدعين الفائزين فى مسابقة أفضل كتاب خلال عام 2011 فى عشر فروع ثقافية هم الأمل والمستقبل فى ظل التغيير الذى تطالب به الثورة التى هى فى حد ذاتها تعد ابداعا للشباب المصرى والشعب المصرى، لنؤكد على أن مصر تتقدم بشعبها وثقافتها وفنها وإبداعها ، فالإبداع ليس مقصورا على الفن والأدب فقط، وإنما هو مفهوم يتسع ليشمل كل مناحى الحياة التى تؤثر فى سلوكياتنا ويجعلنا أكثر تفاعلا مع واقعنا بالشكل الذى يجعلنا أكثر رقيا فى تعاملنا مع البعض بشكل من الجدة والتحضر والإحترام لثقافات الغير لنرفع سويا الشعار الوطنى التى كانت عليه مصر القديمة وهو "الكل فى واحد " فمصر تتسع للجميع.
وأوضح شاكر عبد الحميد ، أن دور وزارة الثقافة الرئيسى فى هذه المرحلة الإنتقالية هو تهيئة المناخ الثقافى والتعليمى والتربوى على نحو مغاير لما كان قبل ثورة يناير وإرساء دعائم الدور المعرفى والحوارى فى طريق العودة بمصر إلى مكانتها الرائدة بين مثيلاتها فى الوطن العربى ، لافتا الى اننا نعمل على تغيير نظام البناء المعرفى المغلوط ووضع أولى لبنات نظام ثقافى معرفى حقيقى عبر مسار نهضوى يشمل كافة المجالات.