تتحدث إيمان، وهى تشير بيدها إلى لوحة كبيرة معلقة على أحد جدران بيت الشاعر، أحد المراكز الثقافية بشارع المعز لدين الله بوسط القاهرة، بين عشرات اللوحات الأخرى. تحمل اللوحة اسم «18 يوم»، وتلخص سيرة الثورة المصرية من 25 فبراير، وحتى يوم تنحى الرئيس السابق، حسنى مبارك، فى 11 فبراير.
إيمان وصديقتها ريم، خريجتا كلية الفنون الجميلة بعام 2009، قرروا أن يوثقوا أحداث التحرير بلوحة مشتركة.
«ها تسألينى ممكن اتنين يرسموا لوحة واحدة؟»، تستبق ريم السؤال، وتجيب: «آه طبعا، خاصة لو فكرهم قريب من بعض زينا كده، وكمان لو اللوحة اللى ها يرسموها دى مش واحدة، دى مجموعة لوحات جوة بعض». اللوحة تتكون من 6 ألواح خشبية متراصة تكون فى مجموعها لوحة واحدة.
لمدة أسبوعين أصبحت المهمة الأساسية للفتاتين هو رسم اللوحة، اشتروا 6 ألواح خشبية، «واتفقنا على الفكرة، وقسمناها، وبقينا نعمل تصميم على الفوتوشوب، ونبعت لبعض على الميل أول بأول»، كما تحكى ريم.
ريم من مدينة نصر أما صديقتها فمن الهرم، ولهذا لجأت الصديقتان إلى استخدم البريد الإلكترونى لتصميم اللوحة، للتغلب على بعد المسافات الذى يصعب معه اللقاء اليومى.
«إحنا حبين اللى يشوف اللوحة يفتكر أيام الثورة كلها»، تقول إيمان، قبل أن تشير بإصبعها إلى جزء فى منتصف اللوحة: «ده يفكرك بموقعة الجمل، فريقين متواجهين، وفى النص علامة القناصة اللى كانوا بيصطادوا المتظاهرين من فوق الجامعة الأمريكية والعمارات اللى فى التحرير.
تنتقل بيدها إلى لوح آخر، «دى دمية مبارك وهى مشنوقة فى الميدان»، وتقطاعها ريم «يااااه هو صحيح فات على المشهد ده سنة».
تتذكر الصديقتان بعض المحاولات التى قاموا بها فى محاولة لعرض اللوحة بعد ثورة يناير العام الماضى، فى البداية كان الجمهور ضعيفا، أما الآن فنسبة الجمهور لا بأس بها.
«إحنا مبسوطين عشان ده أول عمل يتعرض لينا فى معارض»، فتم عرض اللوحة فى بيت الشاعر. ولكن كل من ريم وإيمان قد قررت أن تكون نهاية رحلة اللوحة على جدران جريدة «الشروق» بمناسبة مرور سنة على ثورة 25 يناير.
«إحنا بدأنا اللوحة من ميدان التحرير، وأخيرا قررنا تستقر فى شارع كامل مرسى».
قبل أن تنهى الصديقتان رسم اللوحة، أخذتا القرار بإهدائها ل«الشروق»: «عشان هى أكتر جورنال كان مع الثورة من أولها خالص، وما تلونش زى غيره»، تقول إيمان. وتتابع ريم: «آه حقيقى، وعشان كمان نعيشكم جو الثورة الجاية وإنتو بتكتبوا».