يفتتح محمد إبراهيم وزير الأثار، ومصطفى السيد محافظ أسوان، غدا " الثلاثاء"، متحف التماسيح بكوم أمبو بأسوان أمام الزيارات السياحية المحلية والدولية . وذلك فى إطار احتفالات مصر بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير وتزامنا مع احتفالات محافظة أسوان بعيدها القومى. ويعتبر المتحف أول "متحف للتماسيح" ويعد إضافة جديدة للمنطقة الأثرية بأسوان، وذلك فى إطار خطة وزارة الأثار وما وعد به الوزير محمد ابراهيم، منذ توليه مهام منصبه من افتتاح عدد من المشروعات الاثرية الجديدة فى ذكرى ثورة يناير لتضاف لخريطة مصر السياحية والاثرية وزوار مصر من مختلف أنحاء العالم.
ويعد متحف التماسيح أول متحف متخصص للتماسيح بكوم امبو ، حيث يعرض فيه عدد كبير من التماسيح المحنطة والتي يرجع تاريخها للعصور الوسطي من الحضارة المصرية القديمة وتعبر هذه التماسيح عن الإله " سوبك "إله الفيضان والقوة والذي انتشرت عبادته في منطقة كوم امبو ، حيث كانت التماسيح توجد بكثرة في هذه المنطقة وتهاجم من يقترب من النيل، لذلك أراد القدماء استرضاءها خوفا من غضبها فقدسوها وعبدوها وقدموا لها القرابين وأقاموا لها معبدا واعتبروها إلها وأطلقوا عليه اسم الإله "سوبك" .
وتعتبر فكرة مشروع انشاء متحف متخصص للتماسيح ومن بينها تماسيح الإله " سوبك " فكرة رائعة، وذلك لما مثله "سوبك " من أهمية كبيرة في الحضارة المصرية القديمة وخصوصا في منطقة كوم امبو، والذي ازدهرت عبادته في العصور الوسطي من الحضارة المصرية القديمة وقد اكتشف في حفائر المجلس الأعلي للآثار عام 1981 إلي عام 1983 بعد العثور علي جبانة كاملة للتماسيح المحنطة بها ما يقرب من 80 تمساحا من مختلف الأعمار بمنطقة "الشطب " بكوم امبو، لذلك تم عرض فترينة بها ثلاثة تماسيح بمعبد كوم أمبو، ولكن تقرر فى ذلك الوقت ضرورة انشاء متحف لعرض كل التماسيح وما له علاقة بالاله "سوبك" لما له من أهمية خطيرة وما شكله من معتقدات مهمة في تاريخ الحضارة المصرية.
ومن هنا بدأ الاهتمام بإنشاء هذا المتحف عام 2008 ، وشرع قطاع المصريات بجمع كل ما له علاقة في الاثار بالإله "سوبك" سواء في الفيوم أوالاقصرأو بكوم امبو، وبذلك تم تجميع عدد كبير من المومياوات الخاصة بالتماسيح المحنطة في مختلف الاعمار والأحجام لعرضها بالمتحف، بالاضافة إلي مجموعة كبيرة من التماثيل الحجرية للاله "سوبك" وانشاء مقبرة داخل المتحف كالمقبرة التي عثر بداخلها علي التماسيح في منطقة "الشطب" أي عرض نموذج لمقابر التماسيح.
وتم الانتهاء منذ عام تقريبا من انشاء المتحف والعرض المتحفي له وهو جاهز الان للافتتاح ليضاف لخريطة المنطقة السياحية وزوارها الذين سيتمتعون كثيرا بما في داخله من آثار مهمة، فهو يعتبر أول متحف من نوعه في العالم، والذي وصلت تكلفة مشروع انشائه إلي 7 ملايين جنيه تقريبا.
وسيضم هذا المتحف 22 تمساحا محنطا في فترينة واحدة ضخمة جدا من مختلف الاعمار، حيث سيتم عرض تماسيح كانت في مرحلة الجنين ، وتماسيح صغيرة ، وأخرى كبيرة وكذلك مختلفة في الأحجام والتي تصل إلي حوالي 5 .5 متر ، بالاضافة إلي عرض مجموعة أخري من التماسيح يقدر عددها ب 32 تمساحا، كما أنه سيتم عرض مقبرة للتماسيح يعرض من خلالها كيف كان يتم دفنها في مدافن من الطمي الجاف ، وعرض 5 مومياوات للتماسيح يتم من خلالهم عرض مراحل وكيفية تحنيط التماسيح والتي كانت تتم بنفس الدقة التي يتم اتباعها عند تحنيط الملوك أو الافراد عموما ودفنهم، بالإضافة إلي عرض "المحفة" وهي عبارة عن ترابيزة من الخشب يوضع عليها التماسيح المحنطة ويقدم لها القرابين وتوجد داخل المقبرة كمقصورة خشبية.