كشف الشيخ عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية الجزائرية(معارضة) للمرة الأولى النقاب عن طلب تلقاه من العقيد الراحل معمر القذافي يدعوه فيه إلى لعب دور الوسيط بينه وبين الثوار عند بداية الاحتجاجات الشعبية في ليبيا شهر فبراير من عام 2011 . وقال جاب الله فى تصريحات نقلتها صحيفة " البلاد " الجزائرية الصادرة صباح اليوم الأحد، إنه وبعد تلقيه الطلب من طرف القذافي أعد "مشروع حل" وجهه إلى ما سماه "الطرف الآخر في إشارة إلى المجلس الانتقالي الليبي دون أن يتلقى إجابة منهم.
واضاف جاب الله - مرشح انتخابات الرئاسة فى 1999 و 2004 أمام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة – "إنه كان ينوي لو سارت الأمور كما كان يرغب فى تشكيل وفد من الشخصيات العربية الكبيرة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين تحقيقا للمصالحة بينهم".
وحول المشروع الذي أعده بهذا الخصوص ..أوضح أن مشروعه تضمن تثمينا لمطالب الشعب الليبي من خلال التزام نظام القذافي بتحقيق الحقوق والعدالة للمواطنين مع التحذير من الاستعانة بالغرب. وحول موقفه من فتوى الشيخ القرضاوي بإباحة دم القذافي ..تحاشى الشيخ جاب الله- 54 عاما الذى يعد من أكبر المعارضين الإسلاميين فى الجزائر - تقديم رأي واضح من تلك الفتوى المثيرة للجدل مكتفيا بالقول "الأكيد أن الفتاوى التي يصدرها القرضاوي تكون مبنية على أسس لكني لا أوافق على الاستعانة بالخارج .
جدير بالذكر أن الثوار الليبيين كانوا قد ألقوا القبض على معمر القذافي بمدينة سرت يوم 20 أكتوبر الماضى مصابا بجروح، إلا أنه قتل لاحقا بطلق ناري في رأسه ، كما تجدر الإشارة إلى أن "عائشة " كريمة القذافى كانت قد تركت ليبيا وغادرت الى الجزائر فى شهر أغسطس الماضى برفقة والدتها صفية فركاش الزوجة الثانية للقذافي مع شقيقها الأكبر محمد وهانيبال .
وفي هذا الصدد ترفض الحكومة الجزائرية الاستجابة للطلبات المتكررة التي وجهها لها رسميا المجلس الانتقالي بتسليم أبناء القذافي لتقديمهم للمحاكمة على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب الليبي - حسب المجلس - وللتحقيق معهم في قضايا فساد مالي وسياسي.