أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء أن إفلات الجندي الأمريكي المسؤول عن مجزرة في العراق، بمثابة "مأساة بالنسبة للولايات المتحدة وللعراق" وقد استخلصت منها الولاياتالمتحدة العبرة. وقال فيكتوريا نولاند خلال لقاء مع الصحفيين إن "هذه الأحداث كانت مأساة سواء للولايات المتحدة أو للعراق" رافضة مع ذلك التعليق على الحكم الذي أصدرته الثلاثاء المحكمة العسكرية الأمريكية.
وأضافت "بعد هذا الحادث، أجرت وزارة الدفاع مراجعة عميقة وكاملة لقواعد عمل جنودنا في العراق وتدريبهم والاجراءات الآيلة لحماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة وقد استخلصت منه عددا كبيرا من الدروس".
هذا، وقد خفض قاض أمريكي، يوم الثلاثاء، الرتبة العسكرية لجندي المارينز فرانك ووتريتش المتهم في قضية مذبحة قرية حديثة في العراق التي راح ضحيتها 24 مدنيا عراقيا في العام 2005، ولكنه لن ينفذ حكما بالسجن صدر بحقه.
وأقر ووتريتش الاثنين بتهمة التقصير في اداء الواجب في قضية مذبحة حديثة. وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 90 يوما ولكنه لن ينفذ هذه العقوبة بموجب اتفاق مع الإدعاء. وفي 19 نوفمبر 2005، قتل 19 عراقيا في عدة منازل و5 كانوا في سيارة توقفت قرب المكان عندما أطلق عليها الجنود الأمريكيون النار وأردوهم، في إحدى الجرائم الأكثر اثارة للجدل التي تتورط فيها القوات الاميركية خلال الحرب التي استمرت حوالى 9 أعوام في العراق.
وبين الضحايا 10 نساء وأطفال قتلوا من مسافة قريبة جدا. وقتل 6 اشخاص في منزل واحد، غالبيتهم قتلوا بالرصاص في رؤوسهم بينهم نساء واطفال كانوا قد احتموا في غرفة. والسرجنت ووتريتش، الذي كان يقود مجموعة من سبعة جنود اخرين في الحديثة، هو المتهم الاخير في القضية التي برىء فيها جميع المتهمين الباقين. فقد اسقطت الاتهامات بالقتل الخطأ عن الجندي البالغ الحادية والثلاثين من عمره في اطار الاتفاق.
ونفى ووتريتش في بيان من قاعدة كمب بندلتون بكاليفورنيا حيث جرت المحاكمة العسكرية ان يكون "سفاحا قاتلا للاطفال". وفي بلدة حديثة التي شهدت المذبحة اثار الحكم ردود فعل غاضبة بين السكان. وردا على سؤال محدد حول هذه النقطة، قالت نولاند انه "بحسب علمها" فان السفارة الامريكية في بغداد لم تتلق اي اتصال من السلطات العراقية حول هذه المسألة.