ينافس الفيلم الوثائقي " نصف ثورة"، الذي يتناول أحداث ثورة 25 يناير، على جائزة مهرجان "ساندانس" السينمائي الأمريكي، وهو أول فيلم وثائقي عربي يشارك في المسابقة الرسمية منذ عام 2008، عندما شارك الفيلم الأردني "إعادة خلق" للمخرج محمود المسَّاد. كما يشهد المهرجان ستة عروض للفيلم الوثائقي في أول عرض للفيلم داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو أول فيلم مصري يشارك رسميا في المهرجان منذ تأسيسه.
ويذطر أن الوثائقي "نصف ثورة"من إخراج المخرج الفلسطيني -الدنماركي عمر شرقاوي ويشاركه في الإخراج مدير التصوير والمخرج المصري -الأمريكي كريم الحكيم، وكان الفيلم قد عرض في الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي الدولي في شهر ديسمبر الأول من العام الماضي.
ويمثل فيلم "نصف ثورة" تجربة عاطفية تعكس تجربة شخصية من الربيع العربي، حيث تحاول مجموعة من الأصدقاء من سكان وسط المدينة البقاء معا على مدار اليوم الأول من أيام الفوضي العارمة التي حلت بمصر مع بدء الثورة. وبمجرد أن بدأت حشود المتظاهرين في الزحف علي وسط المدينة بالقرب من الحي الذي تقطن به هذه المجموعة متجهة بجوار ميدان التحرير، نزل المخرجان عمر الشرقاوي وكريم الحكيم ليسجلا بكاميراتهما تلك اللحظات التي يسطرها التاريخ في سجله أمام أعينهما.
ولكن بعد ساعات قليلة، بدأ العنف والريبة يطرق الأبواب بعنف لتتحول شقة كريم وعائلته الصغيرة إلي خلية نحل يملؤها النشاط والحركة بسبب توافد المزيد من الأصدقاء إليها للصمود أمام القبضة المضادة للثورة التي كانت تضرب بعنف من خلال ذراعيها القويين الشرطة والعصابات المسلحة من بلطجية النظام السابق، الذين سيطروا على الشارع الذي تطل عليه شرفة الشقة التي يقيم بها كريم.
والوثائقي " نصف ثورة" هو تجربة شخصية لمخرجين، حيث كانا يصوران على نحو يومي لمدة 11 يوما منذ بدء الثورة، ما كان يحدث في وسط القاهرة خلال ثورة 25 يناير بحكم أنهما يعيشان هناك، وقد تعرضا للاعتقال من قبل الشرطة لعدة ساعات قبل أن يطلق سراحهما.
ويرصد الفيلم جوانب جديدة مما حدث في وسط القاهرة تصور يوميات نضال الشعب المصري خلال الثورة، ويحوي الفيلم لقطات نادرة عما حدث من جرائم ومؤامرات، منها توزيع حقائب سيوف وسكاكين على البلطجية من قبل عناصر الأمن، كما يرصد الفيلم مختلف أطياف الشعب التي شاركت في الثورة.
يذكر أن " نصف ثورة" هو إنتاج مشترك بين "دانيش جلوباس فيلم" و"بروفيسي فيلم" التي أسسها عمر وكريم عام 2010، وتم إنجاز هذا الفيلم بدعم من معهد الدنمارك للسينما، وأنتجته كارستن هولست من شركة جلوباس وتشرف على مبيعاته شركة"ليفل كيه".
يشار إلى أن مهرجان "ساندانس" السينمائي بدأت فعالياته يوم الخميس الماضي وتستمر حتى التاسع والعشرين من الشهر نفسه.