أكد عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتلفزيون المصري، أن الجيش المصري في فترة الثمانية عشر يوما التي وقعت فيها أحداث ثورة 25 يناير لو لم يكن موجودا ولو لم يتخذ الموقف الذي اتخذه من حماية للشعب المصري والشرعية الدستورية، ولو لم يصر عليه، لاسيما في ظل الانتقادات الشديدة التي كان توجه إليه من أطراف عديدة في وقتها لكانت الأمور قد اختلفت عما عليه الآن". وأوضح المناوي، في مقابلة مع قناة (سي بي سي) الفضائية بثت الليلة الماضية، أن الجيش مازال هو المؤسسة المصرية الوحيدة التي مازالت تقف على قدميها، مذكرا بأن انهيار المؤسسة العسكرية معناه انهيار الدولة المصرية"، وأضاف: "أنه لا ينبغي التشكيك في وطنية ودور القوات المسلحة المصرية ولا ينبغي امتهان أو التهوين من دور الجيش في حماية الشعب المصري والوطن.
ولفت إلى: "أنه كان اقترح على وزير الإعلام الأسبق أنس الفقي أن يطلب من الرئيس المخلوع حسني مبارك القيام بإلقاء خطاب بلغة إنسانية عاجلة إلى الشعب المصري بعيدا عن السلطة يضمنه ما معناه أنه ليس جبانا حتى يترك السلطة في حالة الانهيار التي تتعرض لها البلاد في أحداث 25 يناير".
وأشار المناوي إلى أنه طلب من الفقي ضرورة أن يوضح الرئيس السابق في الخطاب، أنه كان الطيار الوحيد الذي كان يقود طائرته في سماء مصر في حرب 1967 أثناء تعرض كافة المطارات المصرية للضرب والتدمير، وأنه شارك في حرب الاستنزاف وقام ببناء القوات الجوية من جديد في أعقاب حرب الستة أيام وأنه شارك في صنع أعظم انتصار في تاريخ مصر والعرب الحديث حرب أكتوبر المجيدة".
وأكد عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتلفزيون المصري، أنه طلب من وزير الإعلام الأسبق أنس الفقي أن يقول الرئيس السابق أنه كانت لديه الشجاعة في تحمل المسئولية عندما سقط الرئيس الراحل محمد أنور السادات في حادث المنصة، وأنه كانت لديه الشجاعة على أن يعمل لمدة الثلاثين عاما الماضية، وأنه لديه الشجاعة في أن يقرر أن الشعب المصري أصبح من حقه أن يكون لديه حكم ديمقراطي مختلف".
وأضاف أنه نصح مبارك بأن يقول: "أنني أعطي كافة صلاحياتي كاملة إلى نائب رئيس الجمهورية فيما عدا قرار الحرب، واكتفي بأن أراقب تسليم السلطة بشكل ديمقراطي لكي تكون مصر مرة أخرى رائدة في المنطقة".
وتابع المناوي: "بالفعل توجه أنس الفقي إلى قصر الرئاسة لنقل الرسالة في حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهرا على أن يخرج مبارك في بيانه قبل الرابعة عصرا وليس بعدها".
واستطرد قائلا: "ظللت أنتظر البيان من رئاسة الجمهورية، لكن في هذه الأثناء جاءني اتصال بأن هناك بيانا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة يجب إذاعته دون علم أحد وأنه يجب أن يذاع بشكل مفاجئ"، مشيرا إلى: "أنه علم بما في البيان وأنه اتخذ قراره بشكل فوري بضرورة إذاعة البيان".
ولفت المناوي إلى: "أن البيان هو البيان الأول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وأنه يحمل العديد من الدلالات التي تتمثل في عدم حضور رئيس الجمهورية للاجتماع رغم أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأن المجلس في حالة انعقاد دائم"، مضيفا: "أنه علم فيما بعد أن الاجتماع المشار إليه كان قد تم انعقاده في اليوم السابق وانه تمت إذاعته في اليوم التالي انتظارا لخروج الرئيس السابق للكلام إلى الشعب، وجاء بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد يأس كامل من قيام الرئيس السابق من إلقاء بيان إلى الشعب على الوجه المطلوب".
وأوضح عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتلفزيون المصري: "أن بيان المجلس العسكري أحدث مفاجأة كبيرة لدى أركان الرئاسة وانه تلقى اتصالا من أنس الفقي والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية في ذلك الوقت يستفسر منه عن البيان وكيفية إذاعته دون الرجوع للرئاسة وطالبا منه عدم إذاعة أي بيانات أخرى دون الرجوع إلى الرئاسة، إلا انه أوضح لزكريا عزمي أن بيانات الجيش يتم إذاعتها بشكل تلقائي ودون أن تعرض عليه، منوها بأن ذلك على خلاف ما كان يحدث لأنه كان يطلع على كل شيء".
وقال: "إن حالة الغباء السياسي الشديد سيطرت على إدارة الأزمة في أحداث 25 يناير، بالإضافة إلى حالة التأخر الشديد في اتخاذ القرار، إلى جانب حالة الإنكار الشديد من أن هذا الكيان الشعب المصري غير قادر على تغيير الأوضاع السائدة بصورة كاملة".
ولفت المناوي إلى: "أنه قبل قرار تنحي الرئيس السابق، كان قد اجتمع مع بعض قادة المجلس العسكري في ضاحية مصر الجديدة، مؤكدا لهم على أنه لا يعمل لحساب شخص أو نظام بعينه وإنما يعمل من اجل مصر، وأن بقاءه والمجموعة التي كانت متواجدة معه داخل التليفزيون من أجل تخفيف الضرر الذي يمكن أن يقع على البلاد في تلك الفترة"، لافتا إلى: "أن من كان معه أيدوه فيما شرحه لهم".