أفاد سفير سوريا بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف أحمد إن القرار الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية يأتى في إطار التمهيد الموجه والمبرمج الذى ينتهجه بعض العرب وعلى رأسهم الحكومة القطرية منذ أشهر لفتح الباب أمام التدخل الخارجى بجميع أشكاله في شئون سوريا الداخلية. وكان وزراء الخارجية العرب قد دعوا الرئيس السوري بشار الأسد خلال إجتماعاتهم الليلة الماضية، لتفويض نائبه بسلطات كاملة، للعمل مع المعارضة السورية، لتشكيل حكومة وحدة وطنية، خلال شهرين، وتعيين رئيس وزراء متفق عليه.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن يوسف أحمد قوله :"إن سوريا ترفض بشكل قاطع أى قرارات تصدر عن جامعة الدول العربية خارج إطار خطة العمل العربية أو خارج إطار البروتوكول الموقع بينها وبين الأمانة العامة للجامعة، وأنها تعتبر القرار الصادر عن مجلس الجامعة اليوم يشكل خروجا على هذين الاطارين وخرقا وتجاوزا خطيرين لميثاق الجامعة وقراراتها المتعلقة بالأزمة فى سورية واستهدافا لعمل بعثة المراقبين على الأرض ونسفا لتقريرها.
وأكد السفير أحمد أن القرار يشكل تحريضا لبعض الأطراف السورية المعارضة على رفض الحلول السياسية السلمية ونسفا لامكانية الدخول فى حوار وطنى حقيقى للتوصل الى حل سورى للازمة كما تشكل تدخلا سافرا فى الشأن السورى الداخلى والغاء متعمدا لارادة وقرار الغالبية الساحقة من الشعب السورى وذلك بقصد استدعاء التدخل الخارجى بجميع أشكاله ومهما كان الثمن.
وقال السفير أحمد :"إن بعض العرب أثبت أن سعيه للدخول من تحت مظلة جامعة الدول العربية على خط الأزمة فى سوريا كان بعيدا عن غاية مساعدة سوريا على تجاوز هذه الأزمة من خلال تشجيع جميع قوى وأطياف المجتمع السورى على الدخول فى حوار وطنى حقيقى أو دعوة الاطراف والجماعات المسلحة الى وقف العنف والقتل أو وقف ما يمارسه هو شخصيا ورسميا من تحريض سياسى ضد سوريا وتزييف وتصعيد اعلامى حول ما يجرى فى الداخل".
ولفت السفير أحمد إلى أن نهج بعض العرب لاستدعاء التدخل الخارجى مايزال مستمرا حتى لو كان الثمن هو إراقة المزيد من الدماء السورية الطاهرة وتدمير مقدرات البلاد وبنيتها التحتية بفعل جرائم العصابات المسلحة ومحاصرة الشعب السورى ومعاقبته واستهداف حياته ومعيشته بعقوبات عربية.