فى إطار الحرب السرية بين إيران والغرب حول البرنامج النووى الإيرانى المثير للجدل، اغتيل صباح أمس عالم نووى إيرانى فى انفجار قرب ساحة كتابى بوسط العاصمة طهران. والضحية هو مصطفى أحمدى روشان، وكان نائب رئيس القسم التجارى فى منشأة نطنز النووية لتخصيب اليورانيوم فى أصفهان؛ وتخرج عام 1998 من قسم الكيمياء فى جامعة شريف الصناعية بطهران. وقال نائب حاكم ولاية طهران، سفر على براتلو، إن عملية الاغتيال تمت بتفجير سيارة العالم بقنبلة لاصقة، متهما إسرائيل بالوقوف وراء الحادث، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العمالية الإيرانية.
ومن المقرر أن تعقد لجنة الأمن القومى فى البرلمان الإيرانى جلسة لبحث تأمين العلماء النوويين الإيرانيين بعد تكرار حوادث الاغتيال والاختطاف، إذ تعيد العملية الأخيرة إلى الأذهان عمليات مماثلة استهدفت علماء نوويين إيرانيين، وحملت طهران مسئوليتها لإسرائيل والولايات المتحدة والغرب.
فقد شهد العام الماضى اغتيال أستاذ الفيزياء النووية، داريوش رضائى، وفى عام 2007 اغتيل العالم النووى، أردشير حسن بور، بوضع السم له فى الطعام، وكان أردشير من أبرز علماء إيران فى الحقل العسكرى، حيث كان يدير مركز الدراسات الكهرومغناطيسية النووية، كما شارك فى تأسيس مركز البحوث النووية فى أصفهان.
هذا فضلا عن وقوع تفجيرين غامضين فى منشأتين إيرانيتين، واستهداف حواسيب البرنامج النووى بفيروسات.وكانت شبكة «إيه.بى.سى» الإخبارية الأمريكية قد كشفت فى نوفمبر الماضى عن أن أعضاء فى الحزب الجمهورى طلبوا من إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تنفيذ خطة لاغتيال علماء إيران القائمين على البرنامج النووى، ودعم المعارضة الإيرانية التى تريد قلب نظام الحكم، والاستغناء عن توجيه ضربة عسكرية مباشرة إلى ايران.
ويأتى اغتيال روشان فى وقت يتصاعد فيه الجدل بين إيران والولايات المتحدة والغرب بشأن البرنامج النووى الإيرانى، إذ دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون طهران أمس الأول إلى أن «توقف فورا تخصيب اليورانيوم» فى موقع «فوردو» جنوب غربى طهران.
وذلك بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت فى إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% فى هذا الموقع، وهو ما يعنى اقترابها من مستوى التخصيب المطلوب لصنع القنبلة الذرية، وهو 90%. وتصر طهران على أن برنامجها ممصم للإراض السلمية، كإنتاج الكهرباء، وليس إنتاج أسلحة نووية.