أكدت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية أن الغرض من الجولة الأخيرة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أمريكا اللاتينية هو إزعاج الولاياتالمتحدة في "ساحتها الخلفية" كما هو معروف عن أمريكا اللاتينية وقد نجح في ذلك . وتساءلت المجلة - في تقرير نشرته اليوم/الثلاثاء/ على موقعها الاليكتروني - عن السبب الحقيقي لهذه الجولة التي تعتبر السادسة من نوعها منذ عام 2005 وما اذا كان الهدف هو إزعاج أمريكا أم توسيع النفوذ الإيراني في أمريكا الجنوبية قائلة إنه " وسط العقبات الاقتصادية التي تواجها طهران والضغوط الدولية عليها فمن الطبيعي ان يحاول نجاد ان يوطد علاقاته مع من تبقى من حلفائه " .
وأضافت :أنه إذا كان سبب زيارة نجاد لامريكا اللاتينية هو رغبته في نشر نفوذه هناك فستكون خيبة الأمل هي مصيره لأن هذه المنطقة بشكل عام تعيش لحظة من الثقة في النفس بعد استقلالها سياسيا عن الولاياتالمتحدة ولا يبدو ان هذه الدول تريد ان تربط نفسها استراتيجيا مرة أخرى وخصوصا إيران في الوقت الحالي .
وتابعت : بالرغم من نجاح إيران وفنزويلا في تكوين تحالف من خلال رغبتهما القوية في تحجيم النفوذ السياسي والاقتصادي لواشنطن في العالم؛ الا أن هذا التحالف تأثر بسبب اكتشاف مرض الرئيس الفنزويلي شافيز بالسرطان العام الماضي وتدهور المشكلات المحلية لفنزويلا كمعدلات القتل المرتفعة للغاية مما أضعف من قوة شافيز كحليف يعتمد عليه.
واستطردت :يضاف إلى ذلك تغير السياسة الخارجية للبرازيل بعد رحيل الرئيس اليساري لولا دي سيلفا الذي كان يتبنى سياسة واضحة التحدي لواشنطن كتقديمه عرضا مع تركيا عام 2010 للتعامل مع المشروع النووي الإيراني.
وأشارت المجلة إلى التناقض في سياسة إيران التي ترغب في بناء صداقات قوية مع دول أمريكا اللاتينية وفي ذات الوقت توجد تقارير حول دعمها لبعض الانشطة المسلحة وإتهامها بالتورط في انفجارات مبنى الخدمات اليهودي بالارجنتين عام 1994.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول "إنه أيا كان سبب الجولة الإيرانية في أمريكا اللاتينية وأيا ماكان مدى ترحيب دول هذه المنطقة بهذا التوسع للتأثير الإيراني إلا أنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تبقى حذرة لمثل هذه التحركات".