التقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مع نظيره الفنزويلي هوجو شافيز أمس الإثنين في كاراكاس، في مستهل جولة في أمريكا اللاتينية يزور خلالها أيضا نيكاراجوا وكوبا والإكوادور. وفي وقت تتصاعد فيه التوترات بمضيق هرمز، الذي يعد معبرا استراتيجيا للنفط، شدد أحمدي نجاد وشافيز على أن حربهما الوحيدة ستكون ضد الفقر والجوع والظلم. ووصف أحمدي نجاد مضيفه بأنه “بطل” في محاربة الإمبريالية والتبعية، بينما وصف كلا من الزعيمين الآخر ب”الشقيق”. وقال أحمدي نجاد: “اليوم، يسير الشعبان الفنزويلي والإيراني معا على درب محاربة جشع الإمبريالية، والنظام المهيمن والمسيطر يضعف، ولذا فإنه أبدى أكثر ما يمكنه من شراسة، وسحق بقدميه كافة القيم الإنسانية”. ونفى الرئيس الإيراني أن بلاده تهدف إلى تصنيع قنبلة نووية، الأمر الذي يمثل مصدر قلق متزايد للمجتمع الدولي الذي هدد بفرض عقوبات أكثر صرامة إذا لم تستجب إيران لمطالبه حول التزام الشفافية بشأن برنامجها النووية. وشدد شافيز على أن أيا من إيران أو فنزويلا لم تقم بغزو بلد آخر. وتساءل شافيز ساخرا: “من الذي يغزو الشعوب منذ مئة عام وأكثر، وألقي قنابل على الشعوب، بما فيها قنابل نووية؟ من الذي حض على تنظيم انقلابات عسكرية وإبادات جماعية؟ من الذي استخدم الأسلحة البيولوجية؟” في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وقال إن إيران وفنزويلا من “بين الدول التي لا تريد أي حروب أخرى” والتي تعمل على “كبح جماح الجنون الإمبريالي”. كان أحمدي نجاد وصل إلى مطار مايكويتا مساء أمس الأول الأحد حيث كان في استقباله نائب الرئيس الفنزويلي ألياس جاوا . يذكر أن فنزويلا وإيران، من أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، حليفتان وثيقتا الصلة منذ أكثر من عشر سنوات، وتتحدان بصورة بارزة في انتقادهما للولايات المتحدة. وفي إطار جولته التي تستمر خمسة أيام، يزور أحمدي نجاد نيكاراجوا اليوم الثلاثاء لحضور مراسم تنصيب الرئيس دانييل أورتيجا الذي يتولى رئاسة البلاد لولاية أخرى مدتها أربعة أعوام. ومن المقرر أن يزور الرئيس الإيرانيكوبا غدا الأربعاء، قبل أن يتوجه إلى الإكوادور بعد غد الخميس، حيث من المقرر أن يعود إلى إيران مساء نفس اليوم. وأشار خبراء إلى أن إيران تسعى الآن للتقارب مع أمريكا اللاتينية في محاولة لتفادي آثار العقوبات الاقتصادية والبحث عن أسواق جديدة، لاسيما في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بمضيق هرمز.