ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الخميس أن اعلان حركة طالبان عن استعدادها لفتح مكتب سياسي في قطر كوسيط لها في مفاوضات السلام مع المجتمع الدولي يستحق اعطاءه نظرة عن كثب وسط وجود حالة ترقب من الشك حول موقفها. وأشارت الصحيفة - فى تقرير نشرته على موقعها الالكترونى اليوم الخميس - إلى إن حركة طالبان التي أبدت استعدادها لفتح المكتب هي نفس الحركة التي تتكون من جماعة المسلحين بقيادة الملا عمرالتي حكمت أفغانستان بوحشية القرون الوسطي وهى نفس الحركة التي تنكر حق المرأة في التعليم أو في الحصول على الرعاية الصحية وهى أيضا نفس الجماعة التي منحت تنظيم القاعدة ملجأ قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، والتي ما زالت تقتل قوات حلف شمال الاطلسي(ناتو) وتروع وتقتل الشعب الأفغاني .
غير أن الصحيفة استدركت قائلة: ولكن إذا كانت هناك فرصة ولو عن بعد لوجود تسوية سياسية واحدة- لا تفرض أهوال طالبان مجددا- فلا بد من استكشاف ذلك. وأضافت ان اعلان طالبان حول استعدادها مختصر ومحددالتفاصيل، لكنه وضح ان طالبان ترغب فى اجراء محادثات مع واشنطن وليس مع كابول(الحكومة الأفغانية).
فالمحادثات المبكرة مع الجانب الامريكي من شأنها ان تحرك الامور ولكن لا يمكن ان يكون هناك اى اتفاق مسبق بدون المشاركة الأفغانية الكاملة ولذلك ينبغي على ادارة أوباما النظر في تعيين وسيط دولي يسعي لجمع مزيد من المشاركين لطاولة المفاضات. وتساءلت الصحيفة عن السبب الرئيسي وراء رد حركة طالبان الآن بالموافقة على بدء تلك المحادثات التى ولعدة شهور أبدت الادارة الامريكية اهتمامها بها دون أي استجابة تذكر من جانب طالبان؟.
وأجابت الصحيفة على هذا التساؤل بفرضيتين : الاولى تفيد بأن العمليات العكسرية للقوات الامريكية وحلف شمال الاطلسى(ناتو) استنزفت قوة طالبان، والثانية تشير الى رغبة طالبان في استخدام هذه المفاوضات لتسريع عملية انسحاب القوات الامريكية من أفغانستان الامر الذى قد تراه بمثابة تأمين لها..وعلى كل الاحوال فان قوات التحالف يجب ان تحافظ على ثباتها.
وأضافت الصحيفة أنه بصرف النظر عن أن رغبة طالبان في خروج القوات الامريكية وما ستطالب به ليس واضحا الآن..الا انه من الضروري الا تتخلي واشنطن عن اصرارها كجزء من أي اتفاق ويجب على طالبان ان تقطع كافة علاقاتها مع تنظيم القاعدة وتنبذ كل أساليب العنف مع قبول الدستور الافغاني والتزاماتها بشأن الحقوق السياسية وحقوق الانسان لجميع الشعب الافغاني.
وأشارت الصحيفة الى وجود العديد من الاسئلة المطروحة حول هذه المحادثات التي ستدور حول مااذا كانت الجماعات الافغانية المتطرفة الاخرى-وأبرزها جماعة حقاني-سوف تأتى إلى طاولة المفاوضات سواء كان هناك اتفاق سلام أو ماذا كان هناك احتمال لاقناع رعاياهم فى باكستان لدعم المفاوضات الجادة أو انها سوف تعمل على تقويض تلك المفاوضات.
ونوهت إلى أنه كإجراء لبناء الثقة المتبادلة بين الطرفين، تدرس واشنطن طلب طالبان في نقل بعض المعتقلين إلى حجز طالبان في أفغانستان أو في قطر من معسكر الاعتقال في خليج جوانتانامو في كوبا. ولكن سيتطلب ذلك اولا الفحص الدقيق لاى سجين يتم الافراج عنه ومن ثم سيكون هناك يقظة تامة لضمان عدم عودة من تم الافراج عنه الى ساحة القتال مرة أخري.
ورأت أنه ستكون هناك محادثات من الجانب الأمريكي لتحديد بعض مناطق وقف اطلاق النار حيث يمكن اختبار مصلحة طالبان من موقف اطلاق النار. وقالت الصحيفة في الختام ان الرئيس أوباما تعهد بسحب الجزء الاكبر من قوات حلف شمال الاطلسي(الناتو) من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014 الامر الذي سيتم تحقيقه بسهولة أكبر اذا كان هناك اتفاق سياسي مع طالبان مع وجود ضمان بألا تصبح أفغانستان مرة أخرى نقطة انطلاق لشن هجمات خارجية وانها لن تعود الى أهوال حكم طالبان السابقة.