أغلقت السلطات السودانية صحيفة "رأي الشعب" التي تصدر عن حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي، دون ذكر أسباب محددة، كما صرح رئيس تحريرها الطيب إبراهيم عيسى.
وقال عيسى للجزيرة نت، إنه تلقى اتصالاً من جهاز الأمن السوداني في الخامسة من مساء أمس الاثنين، أبلغ بموجبه أن "قرارًا أصدره المدير العام للجهاز بإغلاق الصحيفة واستلام مقرها"، مشيرًا إلى أن عناصر الأمن طلبت من كافة المحررين في الصحيفة أخذ مقتنياتهم الشخصية قبل إغلاق مقرها.
وأضاف، أن القرار جاء بعد قيام الأمن بمصادرة عدد اليوم من الصحيفة. كما جاء بعد استدعائه من قبل نيابة أمن الدولة والتحقيق معه في بلاغ ضد الصحيفة بتاريخ العشرين من الشهر الماضي على خلفية خبر نشرته الصحيفة بتاريخ 23 من ذات الشهر.
واعتبر أن إغلاق الصحيفة "يعني تضييقًا للحريات الصحيفة التي أعلنتها الحكومة من قبل"، معتبرًا أن "رأي الشعب أصبحت المتنفس الوحيد لكل المعارضين في السودان". وكانت الصحيفة عاودت الصدور في أكتوبر الماضي بعد إغلاقها في 15 مايو 2010 والحكم على عدد من صحفييها بالسجن فترات متفاوتة.
وكان الترابي دعا في الثالث من ديسمبر الماضي الشعب السوداني للقيام بثورة شعبية في جميع الولايات، في هبة واحدة -حسب تعبيره- للإطاحة بنظام الحكم في السودان. وقال أمام مؤتمر لحزبه في الخرطوم إن "الثورة الآن أصبحت فريضة عاجلة على السودانيين".
وفي العشرين من الشهر الماضي أعلن حزب المؤتمر الشعبي اعتقال إبراهيم السنوسي- مساعد الأمين العام للحزب، بعد عودته من زيارة لدولتيْ كينيا وجنوب السودان.
يشار إلى أن الترابي كان حليفًا وثيقًا للرئيس السوداني عمر البشير الذي تولى السلطة في انقلاب عام 1989 لكنهما اختلفا في أواخر التسعينيات، وأصبح الترابي منذ ذلك الحين واحدًا من أشد منتقدي الحكومة، وتوقع صراحة أن يشهد السودان احتجاجات على نمط "الربيع العربي". وتعرض الترابي للاعتقال عدة مرات.