«لسه خارج دلوقتى بعد 12 يوم عذاب وحبس فى مجلس الوزراء وبعدها مجلس الشعب وبعدها سجن طرة للاستئناف»، بهذه الكلمات بدأ أحمد البالغ من العمر 18 عاما حديثه ل«الشروق» عن المدة التى قضاها فى رحلة تعذيب عقب أحداث مجلس الوزراء، وانتهت بخروجه مساء أمس الأول. «كنت بفطر على عربية فول بجوار قسم شرطة «جاردن سيتي» يوم السبت 17 ديسمبر، والتى كانت الأقرب لخيمتنا التى نصبت بالتحرير وبعدها قبض عليا الجيش»، يسرد أحمد حكايته منذ أول لحظة تم القبض عليه.
يؤكد أحمد أن أفراد الجيش ألقوا بهم فى مجلس الوزراء لمدة يوم واحد شهدوا فيه أنواعا مختلفة من التعذيب، تبدأ ب«حفل الاستقبال» كما يسميه أحمد وزملاؤه فى الثورة، والسجن «بيستقبلنا العاملين بمجلس الوزراء والمطافئ والإسعاف على البوابة بالضرب بالحديد على ظهورنا»، يشرح أحمد حفل الاستقبال.
ويتعجب أحمد من المشهد الذى رآه لأول مرة داخل مجلس الوزراء وهو عدم قيام عساكر الأمن المركزى بضربهم «لكن المفاجأة إنى أنا اللى ضربت الظابط»، هذه هى تهمة أحمد التى فوجئ بها عند عرضه على أحد ضباط الجيش الملثمين داخل مجلس الوزراء.
«بعد الانتهاء من حفل الاستقبال يقوم عساكر الجيش بربط أيدينا خلف ظهورنا، ثم يأمرونا بأكل حشائش الأرض بالتزامن مع سبنا بأقذر الشتائم»، يستكمل أحمد يومه الأول بمجلس الوزراء الذى تحول «لثكنة تعذيب عسكرى للمدنيين»، بحسب وصفه.
ويضيف: يأتى أحد الضباط فجأة ليأمره ومن معه ليقولوا بصوت عال «احنا آسفين يا صلاح» وبمجرد قولها ينهال عليه هذا الضابط الذى يدعى صلاح بألفاظ بذيئة قائلا «صلاح باشا يا.........» بحسب روايته، التى أكد فيها أن صلاح رفض فى النهاية قبول أسفهم وقام بنقلهم لمقر مجلس الشعب.
ويأتى حفل استقبال جديد بنفس الأسلوب على أبواب مجلس الشعب من قبل أحد ضباط الداخلية، يعقبها كهربة المقبوض عليهم وسط عراك من قبل عساكر الداخلية حول من يقوم بهذه المهمة، فكلهم سعداء بها ويتنافسون من أجل القيام بها على أكمل وجه، كما يروى أحمد أحد ضحاياهم.
«أخيرا نقلونا بعد 24 ساعة على 3 مجموعات إلى نيابات الشرطة العسكرية التى عرفناها من حرفى «ش.ع» المكتوبين على بوابة الزنازين».
ويشير إلى قيام عدد من الأطباء باستقبالهم ومعالجتهم، وبعد شفائهم تم نقل مجموعته إلى محكمة زينهم ومنها إلى سجن طرة وصولا للاستئناف الذى استقبلهم استقبالا آدميا حتى لحظة الخروج والتى تم فيها الإفراج عن أحمد و12 من رفاقه.