الجديرى المائى (Chickenpox) أحد أشهر الأمراض الفيروسية التى تصيب الأطفال ورغم المعاناة فإنها تخلف مناعة طويلة الأجل فيندر أن يصاب الطفل بها لمرة ثانية فى حياته. يعرف الفيروس المسبب للجديرى المائى (Varicella - Zoster) بقدرته على الانتشار بسرعة ونقل عدواه بين تجمعات الأطفال عن طريق الرذاذ من السعال أو العطس أو استعمال حاجات الغير الشخصية. لا تختلف أعراض الإصابة به عن المعروف من أعراض نوبات البرد والإنفلونزا من ارتفاع درجة الحرارة وآلام الجسم إلى أن تظهر فجأة تلك الفقاعات المميزة المملوءة بالسائل الرائق والتى تنتشر على الجسم بسرعة وسرعان ما ينطفئ لكنها تبدو مزعجة للطفل الذى يحاول هرشها الأمر الذى يتفاقم إذا ما تلوثت أو أصابها العدوى.
ينتشر الفيروس فى أيام الشتاء الباردة لكن ملاحظة ذكية لفريق من باحثى جامعة لندن عن أن حالات الجديرى المائى تقل فى المناطق التى تتمتع بشمس ساطعة فى تلك الأيام الباردة من مناطق الريف الإنجليزى.
مراجعة 25 دراسة سابقة من كل أنحاء العالم عن الجديرى المائى أكدت لفريق البحث أن الأشعة فوق البنفسجية التى تبعثها أشعة الشمس قد تكون وراء تلك العلاقة. أشعة الشمس فوق البنفسجية من المعروف أنها تساهم فى تعطيل عمل الفيروس الذى غالبا ما يكون على جلد الطفل.
إنها توقف قدرته على الانتشار وتعطل عمله الأمر الذى معه قد تقل فرص العدوى وانتشارها فى صورة بطيئة.
بينما تندلع العدوى وتنتشر فى فصل الشتاء فى معظم بلاد العالم إلا أنها تزيد فى فصول الصيف فى الهند وبنجلاديش الأمر الذى فسره فريق البحث بأن الأشعة فوق البنفسجية تقل فى فصل الصيف فى الهند نتيجة التلوث لذا تبدو أقل كثيرا الأمر الذى معه لا شىء يبطل عمل الفيروس أو يحد منه فى غياب الأشعة. رغم قبول الأوساط العلمية لنتائج الدراسة والتأكيد على أن الأشعة فوق البنفسجية لها ذلك الأثر الحميد على فيروس الجديرى المائى إلا أن الدراسة تذكر أيضا أن هناك عوامل أخرى يجب وضعها فى الاعتبار مثل الحرارة والرطوبة والظروف المعيشية مثل الازدحام فى السكن إلى جانب أشعة الشمس الفوق بنفسجية.