مع بداية الخريف فى بلادنا يترقب الكثيرون موسم هجرة الطيور التى تترك وراءها أوطانا باردة بحثا عن أخرى تحلم فيها بالدفء. هل ستقوى هذا العام على استكمال الرحلة أم سيسقط بعضها فى الطريق ويحمل إلينا من وصل آمنا خطر العدوى بفيروس النيوكاسل الضارى الذى قد يقتل أى أنواع الطيور لا تفرقة إذا تمكن منه حتى قبل أن تظهر عليه أى أعراض مرضية؟ مرض النيوكاسل الفيروس Newcastil Disease Virus NDV a lype strain أحد الأمراض الفيروسية المميتة التى تصيب الطيور والدواجن تختلف أعراضه وفقا لنوع سلالة الفيروس إذ تتعدى أنواعه كذلك وفقا لنوع الطائر المصاب، عمره، مناعته، إذ ما كان محصنا باللقاح الواقى أم لا لكنه فى النهاية فيروس شديد الضراوة يمكن أن يسبب خسائر فادحة فى الأرواح إذا ما اجتاحت تجمعات الطيور خاصة تلك المزارع التى تربى فيها الدواجن بغرض تسويقها.
● كيف تنتقل العدوى؟
تنتشر العدوى كالنار فى الهشيم إذ إنها تنتقل من الطيور المصابة عن طريق إفرازاتها من الأنف والفم والعين إلى الطيور السليمة خاصة تجمعات الطيور فى المزارع.
أيضا تنتقل العدوى بسهولة من خلال حركة العاملين فى تلك المزارع إذا ما سقطت تلك الإفرازات على ملابسهم، أدواتهم أو علقت بأحذيتهم فحملوها من مكان لآخر.
انتشار العدوى تسانده أيضا خصائص الفيروس ذاته إذ إنه يمكن أن يعيش لفترة أسابيع طويلة فى بيئة دافئة كسماد الأرض أو بين ريش الطيور نفسها أو ما شابه من بيئة والأخطر أنه يمكن أن يعيش إلى أمد طويل فى بيئة متجمدة.
أما ما يقتل هذا الفيروس الضارى فهو الأشعة فوق البنفسجية إذا ما تعرض لضوء الشمس أو الجفاف إذا سقط فى بيئة جافة غير رطبة.
هناك طيور يمكنها أن تظل حاملة للعدوى وقد لا يصيبها الفيروس فى مقتل أهمها ذلك النوع المختال من ببغاوات الأمازون فى أمريكا اللاتينية والذى يظل قادرا على نشر العدوى أينما حل وحلق بجناحيه القويين لأكثر من أربعمائة يوم كاملة.
● أعراض الإصابة بفيروس النيوكاسل:
تتفاوت الأعراض بصورة كبيرة وفقا لموقع الإصابة التى يمكن أن تؤثر على الجهاز التنفسى أو الهضمى أو العصبى أو تصيبهم جميعا فى آن واحد، الأمر الذى يقضى معه الطائر قبل ظهور أية أعراض مرضية.
تتراوح فترة الحضانة بين يومين وخمسة عشر يوما وتعتمد الأعراض على نوع الطائر والفيروس ودرجة المناعة لدى الطائر والجهاز الذى تبدأ فيه العدوى.
الجهاز التنفسى: العطس، الصعوبة فى التنفس وإفرازات الأنف.
الجهاز الهضمى: الإسهال المتكرر أخضر اللون مائى.
الجهاز العصبى: ارتعاش العضلات، التواء الرقبة، سقوط الأجنحة، عدم القدرة على الطيران أو الحركة بل الدوران فى حركات عصبية يعقبها الشلل.
● التشخيص:
يمكن تشخيص المرض خاصة فى الدواجن من تحليل مسحة ميكروبية من القصبة الهوائية أو فتحة الاست أيضا يمكن رؤيته أو عزله من الرئات، المخ، الطحال، الكبد والكلى حيث ينتشر فى جميع أعضاء الطائر.
● هل من علاج؟ أو وقاية؟
للأسف ليس هناك حتى الآن علاج نافع لفيروس النيوكاسل إنما يمكن الوقاية منه إلى حد كبير باستخدام اللقاح المعروف وإن كان لا يحقق حماية كاملة إذ يمكن أن يصاب الطائر المحصن أيضا إذا تعرض للعدوى.
مرض نيوكاسل الفيروسى اكتسب اسمه إثر عزله للمرة الأولى فى نيوكاسل بإنجلترا عام 1926 ورغم خطره البالغ على حياة الدواجن والطيور إلا أنه لا يحمل خطرا على حياة الإنسان.
تعرض الإنسان للطيور النافقة قد يصيبه ببعض الأعراض التى تشبه الإنفلونزا من احتقان فى العين أو ارتفاع طفيف فى درجة الحرارة واحتقان الأنف والرشح الخفيف.
الأمر المثير للدهشة هو أثر فيروس النيوكاسل على الخلايا السرطانية فى الإنسان إذ إنه يعمد إلى مهاجمتها وقتلها بينما لا يتعرض للخلايا المجاورة السليمة، الأمر الذى هو محل دراسة الآن فربما أسفر عن فتح جديد فى التقنيات الحديثة لعلاج السرطان.