حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء.. صفات جغرافية لمناخ بلادنا تعودنا ترديدها بلا تفكير فى فصول دراستنا على مر السنوات. فهل ظل الحال على ما هو عليه؟ بالطبع لا فقد تغيرت الأحوال وتداخلت الفصول واتسع ثقب الأوزون وعرف العالم الأمطار الحامضية والتسونامى والرماد البركانى. مفردات عديدة أضافتها الطبيعة لقاموس الإنسان الخاص بالبيئة والمناخ.هل سيظل صيفنا هذا العام حارا جافا يلجئنا للبحر كأعوام خلت مازالت ذكرياتها فى مد وجزر دائم فى الوجدان. أم أنه سيظل بوجه ملتهب وملامح نارية جهمة تبدد الرغبة فى الانطلاق والمرح وتغتال البهجة فى النفوس؟ أعلنت مصلحة الأرصاد أن صيف مصر هذا العام يهدد بموجات من ارتفاع درجة الحرارة قد تتعدى 46 درجة مئوية. الأمر الذى لم تعتده بلادنا وبالتالى لم تستعد له. حروق الشمس «suburn» وضربة الشمس «heat stroke» مفردات جديدة يجب أن ننتبه لها فقد تواجهنا فى ظرف ومكان عادى بعد أن كانت معروفة فقط لمرتادى الصحراء أو ساكنيها. أشعة وضوء الشمس سلاح ذو حدين فالضوء والدفء لا غنى للإنسان وكل مخلوقات الله عنهما لكن أشعة الشمس الحارقة لها أثر لسع النار على جلد الإنسان ولها على أنسجته تحت الجلد أثر محفز لجنون الخلايا فيما يعرف فيما بعد بسرطان الجلد أو الميلانوما. إذا كان التعرض السافر لفترات طويلة لأشعة الشمس الحارقة يعرض الجلد للحروق والإنسان لضربة الشمس وأعراض الجفاف فإن التعرض بصورة طبيعية يومين لضوء الشمس هو المسئول الأول عن شيخوخة الجلد وظهور الغضون والتجاعيد. التعرض لضوء الشمس يستنفر حركة خلايا معينة تحمل صبغة داكنة هى صبغة الميلانين فى اتجاه طبقات الجلد السطحية الأمر المحبب للإنسان فيسعى جاهدا إليه فى حمامات الشمس التى تضفى على البشرة سمرة خفيفة تزول فيما بعد حينما تنحسر حرارة الشمس فى الصيف وتحل محلها شمس الخريف أو شمس الشتاء التى تبعث أشعتها على استحياء. الوقاية من أشعة الشمس المباشرة إحدى النصائح التى تتكرر الآن باستمرار فى كل الوسائل التى تدعم نشر الثقافة الصحية والطبية. يتم ذلك باستخدام نظارات الشمس لحماية العين أو الكريمات والدهانات الواقية من الشمس. استمتع بدفء الشمس فى الشتاء واتق شرها فى الصيف الوقاية من خطر أشعة الشمس فى الصيف يبدأ باختيار مستحضر واق من الشمس.المستحضر المركب من الزنك يمكنه أن يعمل كعازل حقيقى للبشرة عن أشعة الشمس لكنه يصلح للأماكن الحساسة الصغيرة مثل الأنف والشفاه. الخطر فى أشعة الشمس يأتى من الأشعة فوق البنفسجية وهى نوعان من الأشعة A&B. استخدام واق من الشمس يحتوى على مادة Para aminobenjoic acid (PABA) يحمى الإنسان بالفعل من الأشعة فوق البنفسجية النوع «A» وبعضا من النوع «B»ويمكن استخدامه لكامل جسم الإنسان. يمكن استخدام كل أنواع المستحضرات الواقية من الشمس «دهان، كريم، مرهم، رذاذ» التى تحوى عامل الوقاية «SPF» عادة 15 وحدة منه تكفى لأصحاب البشرة السمراء أما البشرة الفاتحة فتحتاج رقما أعلى يبدأ عند 30 وحدة. استعمل الواقى من الشمس نصف ساعة كاملة قبل التعرض للشمس وإذا كنت تستخدمه على البحر أو فى حمام السباحة فيجب أن تعاود دهانه بعد الخروج من الماء حتى لو كان النوع الذى استخدمته مقاوما للماء. التعرض للشمس لفترات طويلة يستوجب ارتداء ملابس قطنية فضفاضة يفضل أن تكون بأكمام وانتعال أحذية خفيفة لا تتسبب فى إفراز العرق بصورة كثيفة.أشعة الشمس تنعكس على سطح المياه فتتكثف فوقها وتتضاعف لذا يجب وضع هذا فى الاعتبار إذا كنت تقضى اليوم على حمام سباحة أو على البحر. الأطفال أكثر عرضة للإصابة بحروق الشمس لذا يجب الانتباه لوقايتهم بارتداء غطاء للرأس إلى جانب استخدام واق الشمس الذى يناسبهم. شرب الماء أهم وسائل مقاومة حرارة الشمس وما قد تسببه من زيادة إفراز العرق أو ارتفاع حرارة الجلد. الشاى الخفيف والشاى الأخضر أفضل من العصائر المركزة والمشروبات الغازية. ماء الصودا يعوض بعضا مما يفقده الجسم من صوديوم. التهاب الجلد وحروق الشمس التهاب الجلد واحتراق أجزاء منه إثر التعرض الطويل لأشعة الشمس الحارقة يعود إلى ما تحتويه أشعة الشمس من الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها A&B أكثر الأوقات تأثيرا فى الجلد هو ما بين العاشرة صباحا والثالثة ظهرا حيث تبدو تلك الأشعة فى قمة نشاطها. تحدث الحروق فى المناطق المكشوفة من الجلد فترتفع درجة حرارة المكان المصاب وتبدأ فى الاحمرار الذى قد يعقبه تكون بثور تتميز بطبقة من الجلد رقيقة تحتها قطرات من سائل شفاف إلى جانب الإحساس بالرغبة فى هرش هذا المكان. تبدو تلك البثور مؤلمة إلى درجة قد لا يحتملها الأطفال خاصة رغم أنها تشفى دون تدخل ما لم تلحق بها مضاعفات.الغريب فى الأمر أن حروق الجلد وإن كان أصحاب البشرة الفاتحة أكثر عرضة للإصابة بها إلا أنها تصيب كل البشر الأبيض منهم والأسود. كما أنها تصيب الإنسان نتيجة لتعرضه لأشعة الشمس المباشرة فى المناطق الحارة أو المرتدة إثر انعكاسها على الجليد فى المناطق الباردة. ينتهى الأمر بجفاف السائل واضمحلال خلايا تلك الطبقة الرقيقة من الجلد وجفافها وسقوطها على شكل قشور تظهر من تحتها طبقة من الخلايا الجديدة اللامعة التى سرعان ما تأخذ شكل بقية الجلد حولها خلال أيام قليلة. علاج حروق الجلد والتهابها فى المنزل علاج حروق الجلد والتهابه تبدأ بالوقاية من الشمس بمراعاة الملابس واستخدام المستحضرات المختلفة للوقاية منها. علاج الألم ببعض الأدوية المعروفة مثل الأوڤيل والمورتين أو الأسبرين الذى يمارس أثرا مضادا للالتهاب أيضا لكن بالطبع يجب التأكد من خلو الإنسان من حساسية الأسبرين. شرب الماء واستخدامه فى شكل كمادات من الماء الفاتر يقلل كثيرا من الإحساس بالألم ويساعد على ترطيب المكان المصاب. احتفظ دائما بكريم «after sun» إذ إنه يرطب مكان الإصابة بالحرق أو معلق الكلامينا الملائم تماما لتهدئة الالتهاب والرغبة فى هرش مكان الإصابة.فى حالات الإصابة الشديدة يجب استخدام كريمات الحروق واستشارة الطبيب فى أمر الحالات التى تصيب مناطق كبيرة وحساسة خاصة الوجه والعينين. أهم مضاعفات حروق الجلد إثر التعرض للشمس هو العدوى مما يستوجب استخدام المضادات الحيوية بصورة موضعية فى شكل كريم أو رذاذ بخاخ إلى جانب الكبسولات متى استدعى الأمر. إصابة الجلد بالميكروبات السبحية خاصة من الأمور التى يجب معالجتها بحزم وتبدأ بمجرد ظهور أى بؤرة صديدية فى مكان الإصابة. الإنهاك الحرارى وضربة الشمس Heat exhusion and heat stroke الإعياء أو الإنهاك الحرارى هو تلك الحالة من التداعى التى تنتاب الإنسان إذا ما أنهكه الجهد البدنى المبذول فى جو من الحرارة الشديدة والرطوبة الخانقة. وقد يكون من الأمثلة الواضحة ما ينتاب لاعبى كرة القدم إذا ما اضطرتهم الظروف للعب فى المناطق الحارة والمرتفعة عن سطح البحر. يتعرض الإنسان للإنهاك الحرارى فيبدأ الجسم بإفراز العرق فى محاولة لتخفيف حدة حرارة الجسم فيفقد الماء والأملاح معا فإذا لم يتم تعويض العرق بالماء والسوائل خلال فترة وجيزة خاصة مع وجود الرطوبة التى تعوق عملية التعرق فإن الإنسان يواجه خللا فى الدورة الدموية قد يبلغ حدود الصدمة وهبوط الدورة الدموية. أما ضربة الشمس فهى الأقوى أثرا إذ تباغت الإنسان فيما يشبه الاحتباس الحرارى داخله مما يعوق إفراز العرق ويخل بنسب السوائل فى الجسم وقد يتعرض الإنسان من جرائها لمضاعفات خطيرة قد تؤدى لوفاته من الصدمة والجفاف. أعراض الإنهاك الحرارى وضربة الشمس تتشابه وإن تفاوتت فى حدتها وتعددها تبدأ بالدوار وفقدان الوعى وألم الصدر وصعوبات التنفس والقىء وارتفاع درجة الحرارة إلى قياس يصعب التحكم فيه إلى عدم القدرة على الشرب أو التحكم فى وظائف الجسم الحيوية وفقدان الوعى والهذيان. ضربة الشمس خطر حقيقى على حياة الإنسان التى وإن أمكن إنقاذه منها قد تخلف أثرا مدمرا على أعضائه الحيوية المختلفة لذا فبمجرد الاشتباه فى تعرض إنسان لخطرها يستوجب نقله فورا وبلا إبطاء لمركز إسعاف يتولى إنقاذه.