اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الميليشيات المسلحة أكبر تحد يواجه الجيش الوطني الليبي الوليد، مشيرة إلى أن الجهود التى تبذلها الحكومة الانتقالية الليبية لتأكيد سلطتها على العاصمة طرابلس شهدت بعض العثرات خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد تبادل هذه الميليشيات اطلاق النار مع جنود الجيش مما أدى الى مصرع شخصين. وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الالكترونى- أن النزاعات المسلحة والتى بدأت عندما حاول أعلي الضباط رتبة فى الجيش الوطني الليبي الجنرال خليفة حفتر الانطلاق بسرعة عبر نقطة تفتيش تابعة للمليشيا تؤكد عدم قدرة السلطات الليبية المستمر على التنظيم او التحكم فى آلاف الرجال المسلحين الذى قاتلوا للاطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافى فى وحدات قتالية اثبتت قدرتها على الترابط والقتال.
ومضت الصيحفة تقول إن القتال لا ينذر بالخير للمجلس الانتقالي الليبي، الذى يقوم بدور الحكومة الانتقالية ما بعد الحرب فى ليبيا، لاقناع المليشيات -التى تتبع مناطق مختلفة- بالخروج من العاصمة طرابلس بحلول يوم 20 من شهر ديسمبر الجاري، لافتة الى ان المليشيات المسلحة تدفقت الى طرابلس بمجرد وقوعها فى قبضة الثوار الليبيين فى شهر اغسطس الماضي، وتباطأ المئات من الرجال المدججين بالاسلحة عن الخروج من العاصمة بل وفي بعض الاحيان يتناوشون مع بعضهم البعض، رغم توسلات المسئولين لاخلاء المدينة.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن زعماء الثوار يبذلون منذ الشهور الأولى للانتفاضة الليبية جهودا مضنية لمحاولة تأسيس جيش موحد من بقايا جيش العقيد الراحل الممزق بشدة، لافتة الى ان هذه الجهود واجهت فى شهر يوليو الماضى عثرات خاصة عندما تم اغتيال عبدالفتاح يونس رئيس أركان جيش التحرير الوطني الليبي خلال ثورة 17 فبراير بأيدى مسلحين فى بني غازي وسط شكوك حول وفائه للثوار باعتباره كان أكبر المسئولين الأمنيين إبان عهد القذافي، ومسئولا عن اعتقال وتعذيب اعداد لا تحصي من المنشقين الليبيين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى الأسابيع الأخيرة ظهر منافس للجنرال يونس هو الجنرال خليفة حفتر باعتباره أكثر ضابط مؤثر على الاطلاق فى الجيش الليبي، لافتة الى انه رغم ذلك لا تزال معظم الميليشيات الموجودة فى العاصمة طرابلس تتلقي أوامرها من قادتها وليس من قادة الجيش.
ونسبت الصحيفة الى قادة الثوار ومتحدث باسم الجيش الليبي اشارتهم إلي أن التوترات بشأن المطالب المتضاربة للسيطرة تفاقمت يوم السبت الماضى عندما تعرضت قافلة الجنرال حفتر العسكرية، اثناء توجهها الى المطار الدولي، للهجوم عندما انطلق بسرعة عبر نقطة تفتيش تابعة لثوار مدينة الزنتان إحدى مدن ليبيا الواقعة على الجبل الغربي .
ولفتت الى أن الجيش الوطني الليبي لا يزال فى مراحل التطور الأولي، ومعظم عناصره تتكون من المنشقين عن القوات المسلحة التابعة للعقيد الليبي الراحل معمر القذافى، لكنهم ليسو ملسحين ولا متدربين بصورة جيدة، ويحث المجلس الانتقالى الليبي الرجال المسلحين على الانضمام الى صفوف الجيش او وضع اسلحتهم جانبا والعودة الى ممارسة الحياة المدنية.
واعتبرت الصحيفة ان طلب المجلس الانتقالى الليبي من الثوار بمثابة مبادرة قال زعماء الثوار الليبيون انهم يدعمونها، على الرغم من شكوك واسعة النطاق على ما يبدو بشأن القوات الحالية والتى بدت يوم السبت الماضى غير قادرة على التعامل مع واحدة من اكثر جماعات الثوار نفوذا وقوة .