قالت مجلة إيكونومست البريطانية إن شباب ال«فيس بوك» و«تويتر» فى مصر وتونس تحدوا الرصاص ليكذبوا ادعاءات الطغاة بأن البديل هو حكم الإسلاميين، لكن ها هو الإسلام السياسى فى المنطقة يتمتع الآن بنفوذ أكبر من أى وقت مضى منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل قرن تقريبا، وربما منذ غزا نابليون مصر عام 1798. وتحت عنوان «الإسلاميون، الانتخابات والربيع العربى.. والفائز هو»، رأت المجلة أن مصر تقدم المثال الأكثر دراماتيكية على هذا الوضع؛ إذ فازت جماعة الإخوان المسلمين، الأكثر تنظيما والممثلة فى حزب «الحرية والعدالة»، ب46% من مقاعد المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية.
لكن ما يخيف أكثر، وفقا للمجلة، هو التيار السلفى، الممثل فى حزب «النور»، والذى حل ثانيا ب21 ٪ من المقاعد. وإضافة إلى مصر، فإن الإسلاميين فى تونس والمغرب، وهم من طراز مماثل لجماعة الإخوان المسلمين، فازوا فى الانتخابات البرلمانية، ما قد يتكرر فى ليبيا ما بعد معمر القذافى، وفى سوريا أيضا، حيث يلعب الإسلاميون دورا بارزا فى جبهة المعارضة، التى قد تطيح بالرئيس بشار الأسد.
وفى فلسطين، توجد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهى أحد فرع جماعة الإخوان المسلمين، التى لا تزال ترفض الاعتراف بدولة إسرائيل، وتسيطر بشكل أمن أكثر من أى وقت مضى على قطاع غزة. وحتى فى اليمن الغارق فى الفوضى، قد يصبح حزبا إسلاميا أكبر أحزاب البلاد إذا أجريت الانتخابات.
وفى العراق، يوجد الزعيم الشيعى، مقتدى الصدر، الذى يرفض القرارات التى لا تروقه، ونجح فى الدفع نحو إكمال الولاياتالمتحدة لسحب قواتها من بلاده بنهاية الشهر الجارى، وفضلا عن المملكة العربية السعودية، الخاضعة للمؤسسة الدينية، فإن النظامين الكبيرين الآخرين فى المنطقة، وهما تركيا وإيرن، يحكمهما نظامان إسلاميان، وإن كنت بينهما فروق كبيرة، بحسب المجلة.
ورأت إيكونومست أن هذا الوضع لا يقلق الليبراليين والعلمانيين العرب فحسب، بل الغرب أيضا.