أثبتت تحقيقات نيابة الاستئناف بالقاهرة، براءة الملازم أول محمود صبحي الشناوي- قناص العيون "جدع يا باشا"، -بناء على ما قدمه محاميه من أدلة- من التهم المنسوبة إليه بتسببه في إصابة أعين وقتل عدد من المتظاهرين بشارع محمد محمود في أحداث ميدان التحرير الأخيرة.
وذكرت النيابة، أن الشناوي كان في فترة الراحة أثناء تصويره بالملابس الميري في مقطع الفيديو الذي تم تداوله على مواقع الانترنت، وكانت المفاجأة الكبرى في تحقيقات النيابة أن "التسجيل للضابط كان في وقت الراحة وكان بعد تسليم خدمته بساعة ونصف، حيث أن خدمته كانت من منتصف ليل 19 نوفمبر حتى الثالثة عصرًا من اليوم التالي 20 نوفمبر، وأن الفيديو المسجل له مدون عليه أنه تم تصويره في تمام الرابعة والنصف عصرًا".
من جانبه، فقد طالب محامي المتهم بإخلاء سبيل موكله مقابل كفالة مالية، غير أن النيابة رفضت ذلك وجددت حبس الشناوي لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
جدير بالذكر، أنه كان قد تداول عدد من النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي "فيس بوك – تويتر" مقطع فيديو يظهر فيه أحد ضباط الشرطة (الأمن المركزي) برتبة ملازم أول وهو يصوب سلاحه الميري "بندقية" تجاه المتظاهرين في شارع محمد محمود، ويصيب بها عين أحد المتظاهرين.
ويظهر من خلال الفيديو، أن الضابط ومن كانوا برفقته في المصادمات الدائرة بين متظاهرين وقوات الأمن في شارع محمد محمود، كانوا فرحين لإصابته عين أحد المتظاهرين، مشجعين إياه على تكرار مثل تلك الإصابة، متلفظين بألفاظ خارجة ضد المتظاهرين السلميين.
هذا وقد أكد الملازم أول محمود صبحي الشناوي الضابط بقطاع الأمن المركزي، أنه لم يرتكب أيا من الاتهامات المسندة إليه، والمتعلقة بقتل المتظاهرين في شارع محمد محمود خلال المصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين مؤخرًا عمدًا المقترن بجرائم الشروع في قتل آخرين.
وأنكر الضابط الشناوي خلال التحقيقات التي باشرها معه المستشار محمد العشماوي رئيس نيابة وسط القاهرة، واستمرت قرابة 7 ساعات قيامه، باستهداف أعين المتظاهرين أو إطلاقه لأية أعيرة نارية صوبهم.
مشيرًا إلى أنه كان يحمل معه البندقية الخاصة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع فقط، وأنه لم يحمل معه السلاح الناري الخاص به أو أية ذخائر حية خلال مشاركته مع قوات الأمن للتصدي للمتظاهرين في شارع محمد محمود.
وقال الضابط إنه كان متواجدًا في محل خدمته المقرر بشارع محمد محمود لحماية مبنى وزارة الداخلية من الاقتحام، مشددًا على أنه لم يطلق أية أعيرة نارية حية من أي نوع صوب المتظاهرين.
وأشار إلى أنه عقب نفاد الكمية التي بحوزته من القنابل المسيلة للدموع، وقيام المتظاهرين بالهجوم والتقدم، قام بإطلاق "أعيرة دافعة" يقتصر أثرها على إحداث الدوي والصوت فقط دون أن تتسبب في إحداث أية إصابات.
لافتًا إلى أن تلك الطلقات (الدافعة) تستخدم في إطلاق القنابل المسيلة للدموع، مؤكدًا أنه لم يقتل أو يصيب أي متظاهر بأي أذى.
من جانبه، قدم طارق جميل سعيد -دفاع الضابط المتهم حافظة مستندات للنيابة العامة، تحتوي على صور خاصة ببعض ضباط وأفراد الأمن المركزي الذين أصيبوا في المظاهرات، كما تضمنت الحافظة أوراقا ومجموعة من التقارير الطبية تفيد إصابة 40 مجند شرطة بطلقات خرطوش وأعيرة حية، بينهم اثنان في حالة خطرة، بالإضافة إلى اللواء ماجد نوح مساعد رئيس قطاع الأمن المركزي المصاب بطلقات خرطوش في الوجه والصدر.
وشكك الدفاع خلال تحقيقات النيابة العامة في صحة مقطع الفيديو المصور المنسوب إلى موكله محمود الشناوي، مشيرًا إلى أن هناك عملية "مونتاج" أدخلت على المقطع الذي تم بثه على مواقع التواصل الاجتماعي.