لم تعد القرصنة على الغناء أمرا يهم المنتج فقط باعتباره من يقوم بالانفاق من ماله على العمل دون أن يحقق أى عائد، بل أصبح الأمر أكثر من ذلك خطورة فهو يدمر أحلام وطموحات بعض نجوم الغناء خاصة الذين يسعون مع كل ألبوم على تقديم أفضل ما لديهم من فكر جديد فى الموسيقى المقدمة وعلى مستوى الكلمة. فالمطرب يصعب عليه جدا أن يعقد مئات من جلسات العمل مع المؤلفين والملحنين والموزعين الموسيقيين إلى جانب اجتهاده الشخصى فى الوصول إلى أشكال جديدة فى الموسيقى كما يفعل محمد منير مثلا الذى يسافر إلى عدة دول أوروبية منها ألمانيا مثلا لكى يطلع على ما يحدث هناك لكى يقدمه لجمهوره. وفجأة تجد الألبوم قد تسرب وطرح فى الأسواق عبر الإنترنت ثم على اسطوانات تباع على الأرصفة وكأنه طفل لقيط لا أب له. القرصنة على 7 أغان من ألبوم منير الأخير ليس له علاقة بالانفلات الأمنى الذى نعانى منه الآن. لأن سوق الغناء يعانى منذ 10 سنوات أو أكثر من انفلات أيضا سببه عدم اهتمام أجهزة الدولة ببلطجية الإنترنت أصحاب المواقع الغنائية. وإذا كنا نلوم أجهزة الدولة لأنها لم تتخذ قرارات رادعة ضد القرصنه فيما يتعلق بالألبومات التى تطرح على الإنترنت بمجرد طرح الألبوم فى الأسواق لكن هناك أمر لا يعفى الشركات من اللوم أيضا فيما يتعلق بالألبومات التى ما زالت فى الأستوديو ولم تطرح بعد فى الأسواق لأنها لم تأخذ الاحتياطات اللازم لعدم تسريب الألبوم قبل طرحه. لأنه لن يخرج الا من ثلاث مناطق.
الأولى الشركة من خلال العاملين بها والثانية المطرب والثالثة الأستوديو. وخروج أى أغنية معناه أن هناك خائنا من بين هؤلاء قام بعملية التسريب. وإلا ماذا يعنى أن نجد الأغانى كاملة فى الأسواق. وهذا كله يقع تحت مسئولية الشركة حتى لو كان المسرب من خارجها. لأن المنتج يجب ان يكون أول وآخر من يؤمّن على أعماله. وذلك بعدم السماح لأى شخص حتى لو كان المطرب يريد الحصول على نسخه. خاصة أن بعض مهندسى الصوت يقومون بعمل ذلك على انه مجاملة للمطرب أو الملحن أو الموزع أو حتى المنتج نفسه.
محمد منير من حقه أن يكتئب من حال البلد ومن حقه أن يكتئب لأن مجهود سنوات من الاختيار يضيع أمام عينه. ولن يستطيع أن يفرح بما صنعه وما كان يعده لجماهيره. مجهود 3 سنوات من العمل منذ أن طرح آخر ألبوماته «طعم البيوت» سرقه بلطجية وعصابات الإنترنت.
منير من جانبه لم يعلق على ما حدث ولم يقرر بعد أن كان سيقوم بوضع أغان جديدة بديلة لما تم تسريبها أم يستسلم ويقدم العمل كما هو. بالتأكيد سوف تكون هناك مشاورات مع الشركة المنتجة. وأتصور أن الشركة قد تستبدل مجموعة من الأغانى المسربة. أو إعادة توزيع الأغانى من جديد. خاصة أنها أعلنت أن بعض الأغانى المسربة لم تكن مدرجة ضمن الأغانى المقرر طرحها وهو كلام ربما لطمأنة الجمهور بأن هناك جديدا لدى منير ولديهم. فى كل الأحوال الألبوم تم تأجيل طرحه بسبب الظروف الراهنة التى تمر بها مصر وبعض الدول العربية وكذلك الانتخابات البرلمانية وبالتالى هناك فترة لن تقل عن شهر كموعد جديد لطرح الألبوم وهو موعد رأس السنة إن لم يتأخر إلى موعد آخر. خاصة أن منير لا يرتبط فى طرح أعماله بموعد محدد. وكانت الأيام الماضية قد شهدت تسريب بعض اغان من الألبوم هى «جرحى القديم» و«على مين» و«البعد نار» و«نوبيات» و«يا بلادى» و«نوبيات 2».
يذكر أن منير طرح بالاتفاق مع الشركة المنتجة أغنية «يا بلادى» على الفضائيات وتم تصويرها بالاستعانة ببعض المشاهد التى تم التقاطها من ميادين مصر أثناء الثورة.